المؤلفون > رؤوف مسعد > اقتباسات رؤوف مسعد

اقتباسات رؤوف مسعد

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات رؤوف مسعد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

رؤوف مسعد

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • كنت أتساءل وأنا مفزوع ومرعوب، والطائرات الإسرائيلية تقصف كل شيء في بيروت الغربية : أي روح شريرة وانتقامية تقودهم لتدمير حضارة وحياة شعب بأكمله؟

  • قلت لنفسي سأتبع غريزتي وسأتبع الذاكرة الجمعية الموغلة الجذور للشعب .. فكلهم يهود .. وكلهم سواء .. فالذي يقتلني لن أستطيع أن أسأله قبل أن أسلم الروح هل هو يهودي أم صهيوني ؟

  • هل نستطيع أن نضع أيدينا في أيديهم أو نبادلهم الابتسام ؟ كيف نستطيع أن نفرق بين "اليهودي" و"الصهيوني" ؟ بين عضو حركة "السلام الآن" وعضو "كتلة الليكود" ؟ وهل يمكن ادانة شعب بأكمله "اليهود" لأن جزءًا منه "الصهاينة" يقتلون أطفالنا؟

    إن من يطلب الإجابة على هذا السؤال عليه أن يذهب إلى من يستطيع أن يعطيها له : من تجرعوا الألم وفقدوا الأعزاء والأحباء، الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن وأزواجهن، والصبايا اللاتي اغتصبن، والأطفال الذين بقرت بطون ذويهم أمام أعينهم، والمرضى الذين حرموا من نقطة ماء، وآلاف المصابين الذين فقدوا أطرافا من أجسادهم إلى الأبد. هؤلاء يملكون حق الاجابة التي لايملكها سياسي أو منظر أو مراقب من بعيد. اجاباتهم ستكون قاطعة ومقدسة ونهائية بلا حذلقات أو سفسطة .. اجابات الألم والمعاناة .. اجابات الخارجين من أتون الحرب الإسرائيلية

  • الحرب تحرك الكوامن، تجعل الإنسان الغارق فى تفاصيل الحياة اليومية يطفو على السطح, يتخلص من التفاصيل التى تثقله إلى القـاع. تسقط الأقنعة التى كان يتحصن خلفها. يكتشف حساسيته للحظة عابرة, لإبتسامة دافئة, لعين جميلة, لجسـد يتحرك فى إيقاع. يكتشف أيضاً صلابته التى كاد الصراع اليومى من أجل الحياة أن يوهنها. يكتشف شجاعته التى كان يخبئها تحت ارتال من الثياب الأنيقة والمجاملات المهذبة. يكتشف انه لم يعد هو .. ويتأكد اكتشافه حينما يتيقن انه لن يرجـع مثلما كان

  • كنت كما قلت أدقق في التفرقة بين اليهودية كدين والصهيونية كعقيدة سياسية لكن ما فعله الإسرائيليون أثناء حصارهم لبيروت، وما يفعلونه مع الأسرى العرب في أنصار ( الذين كانوا ينقلونهم إلى اسرائيل بواسطة شبكات الصيد الحديدية التي تعلق في الطائرات الهليكوبتر والتي كانوا يتساقطون من فتحاتها كما صورهم التليفزيون البريطاني )، وما فعلوه بعد ذلك حينما دخلوا بيروت الغربية ومذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا .. وغيرها .. جعلني وجعل الكثيرون غيري يعبرون الخط الواهي بين اليهودية والصهيونية

  • أية طمأنينة كان يبعثها هذا العشق اللانهائي للحياة وسط الدمار والوباء ورائحة النفايات المحترقة ؟!

  • لكن السؤال يبقى: ما هو الخط الفاصل بين الشجاعة والجبن، بين التماسك والتخاذل ؟

    حينما تفتح الصنبور فلا تنهمر المياه كالمعتاد، وحينما تضغط على مفتاح الكهرباء فلا تضاء الغرفة كالمعتاد، وحينما تفتح الثلاجة فلا تجد فيها طعامًا كالمعتاد، وحينما تتجول في الشوارع تبحث عن خبزك اليومي وخضارك اليومي كالمعتاد فلا تجد هذا المعتاد.

    حينما تمزق الطائرات الإسرائيلية عاداتك اليومية وأمنك اليومي وتطاردك من بيت إلى بيت ومن مخبأ إلى مخبأ، وتتعلق حياتك ساعتها على الصدفة أو على جزء من الثانية، وحينما تنهار العمارات المجاورة ويدفن تحت أنقاضها العشرات، وحينما تنفجر سيارة ملغمة كنت قد تجاوزتها - بالصدفة - منذ دقائق، وحينما تفكر أنك قد تصاب فلا تجد سيارة اسعاف لتنقلك إلى المستشفى لأنه لا يوجد بنزين - كالمعتاد - أو بلازما أو كهرباء أو لقاح أو مضاد للحيويات أو غرفة معقمة للعمليات.

    فحين تواجه كل هذا جميعه في كل صباح، في كل يوم، في كل ساعة، فأين إذن ذلك الحد الفاصل، القاطع ؟!

1