اقتباسات محمد راتب النابلسي

فالله يظهر آياته الدالة على وجوده وعلى وحدانيته وعلى كماله، وكأن الله - من خلال آياته الكونية - يقول لنا: الأمر كله بيدي، والمعادلات كلها بيدي، فإذا كنتم لي كما أريد كنت لكم كما تريدون.

فسينصرنا، إن أطعناه وكنا معه، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح، وأن تطيعه وتخسر.

إن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، فالإله الذي نصر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إلهنا، وكما نصرهم

(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)

فالطغاة لابد من أن يسخرهم الله لخدمة دينه ومنهجه من دون أن يريدوا، ومن دون أن يشعروا، ومن دون أجر ولا ثواب، فهناك شريحة كبيرة من المؤمنين لولا أن طغيان الطغاة مسهم لما فروا إلى الله تائبين منيبين، باحثين عن النجاة، ولما التفتوا إلى الله عابدين موحدين، ولا يسعنا إلا أن نقول للطغاة شكراً لكم لقد أعنتمونا على أن نكفر بكم .

‫(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ)

فإياك أيها المؤمن أن تيأس، إياك أن تشعر بالإحباط، إياك أن تستسلم، إياك أن تشعر أن الله تخلى عنك، إياك أن تضعف معنوياتك.

‫(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

(ولكل أمّةٍ أجلٌ)

‫ أن هؤلاء الذين ظلموا وسلبوا الأموال وانتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء لن يَدُوم لهم ذلك، وقد يمد الله لهم في طغيانهم، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر

ما أردت قوله أن الأصل في حياة المؤمن هو الإقدام لا النكوص، والشجاعة وليس الانهزامية، وثقافة الطريق المسدود ثقافة مستوردة باطلة، تناقض العقل والشرع والفطرة السليمة.

‫قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ، فَرَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ).

‫رواه أبو داود

وإن كان قصدُه إرهابَ العدوِّ ليعلم صلابةَ المسلمين في الدِّين، فلا يبعدُ جوازُه، وإذا كان فيه نفعٌ للمسلمين فتلفَتِ النَّفسُ لإعزازِ دينِ الله وتوهينِ الكُفْرِ فهو المقامُ الشَّريفُ الذي مدح الله سبحانه وتعالى به المؤمنين في قوله (إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ) التوبة/١١١.

« صولة الحق في ساعات، تقضي على انتصار الباطل في سنوات»مصطفى السباعي

‫« التاريخ يكتبه المنتصرون»

‫عمر المختار

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

‫إذا جمعتنا يا جرير المجامع

‫« الشجاعة صبر ساعة»

« الشجاعة يصدر منها النجدة والشهامة وكسر النفس والاحتمال والثبات»

‫الغزالي

البعض ينهزم نفسياً، لأنه يعتقد أنه مهما بلغت قوتنا فلن نستيطع هزيمة عدونا، لأنه الأقوى والذي يملك أنواعاً من الأسلحة لا نملكها، لكن هؤلاء غفلوا عن سلاح نملكه ولا يملكه العدو، إنه الرجل المسلم، إنه الجندي المسلم، الذي إذا دخل في معركة، لا يختار إلا النصر أو الشهادة، ولا يحدّث نفسه بالهزيمة أو الاستسلام.