اقتباسات نبيل فاروق

لا يمكن أبدًا أن ينمو شعب ويتطور ، والحريات تهان وتمتهن فيه على هذا النحو ..

‫من المستحيل أن تتلمس الأصابع سلم الحضارة ، وهى تنحدر بالآدمية والإنسانية إلى ما بعد الدرك الأسفل ..

‫مستحيل!

إلا أنه كان يلتقى بالآخرين فى الصـباح ، فى ساحة المعتقل ، ويرى آثار التعذيب فى أجسادهم ، ويستمع منهم إلى قصص يشيب لهولها الولدان .

إنها كارثة ، أن ترتبط حقوقك وآدميتك بوساطتك ، وليس بالعدل والقانون .. هل تتصورين ما كان يمكن أن يحدث ، لو لم أكن شقيق ( حسين البنهاوى ) ؟

وأنت تعرف قوة المشير .. إن البعض يؤكدون أنه حتى الرئيس نفسه ، لا يمكنه مواجهته الآن ، بعد أن اكتسب حب ورضا أسلحة الجيش كافة .

ليس الوحيد ، الذى يمتلك ما يزيد عن الحد الأقصى للملكية الزراعية ، ولكن هؤلاء الذين تجاوزوا القانون ، لهم من السلطات ما يتيح لهم هذا ، وليس من السهل الوقوف فى وجوههم.

المفروض أن تعلم ، بحكم موقعك ، أن البلد قد انقسم فعليًّا إلى قسمين .. أنا وخلفى الشعب البسيط ، و( عبد الحكيم ) ، وخلفه الجيش ، بكل أسلحته ومعداته .

أهذا ما آل إليه الأمر فى ( مصر ) ؟!.. هل أصبحتم مجرد أداة ضخمة لهتك ستر الجميع ؟!.. أفى هذا المجال وحده تبرزون قوتكم .

إننا نسمع دبيب النمل ، ولدينا تسجيلات لكل مسئول فى ( مصر ) ، وكل شخص يشتبه فى معارضته للنظام .

ولكن هذا حرام .. حرام أن نخسر كل ما صنعناه بعرقنا وكفاحنا .. لقد أنشأنا هذا المصنع الصغير بدمائنا وجهدنا ، ثم تأتى الدولة لتستولى عليه هكذا ، بجرة قلم .. هذا حرام .. أكبر حرام .

لقد أصبحت سمة العصر ، فالناظرة جزء من المجتمع ، وتصرفاتها تعبير عما آل إليه حاله ، بعد أن فقد إرادته ، وحقه فى الاختيار.

صحيح أن الجميع يتصورون أن ( جمال عبد الناصر ) هو الآمر الناهى ، وصاحب القبضة الحديدية ، التى تحكم ( مصر ) كلها ، ولكن الواقع أن ( عبد الحكيم عامر ) هو الذى يحكم الجيش ،

لم يصدق أبدًا أن ذلك الجبان الرعديد ، الذى يرتجف هلعًا أمامه ، هو نفسه ذلك الشيخ الحكيم الصارم ، الذى طالما تصدى للظلم.

هذا ما يظنه الجميع للأسف .. كل شخص يتصور أنه لا شأن له بالسياسة ؛ لمجرد أنه لا يناقش القرارات السياسية للدولة ، ولكنه لا يدرك أن لكل قرار سياسى انعكاسًا اقتصاديًّا.

حتى الورق أمموه هذه الأيام .. الصحافة والأدب ، وكل شىء .

جمعت الدولة كل أصحاب ورؤساء الصحف ، وأبلغتهم أنها قررت تنظيم الصحافة ، على حد قولها ، ومن هذا المنطق ، أممت صحفهم جميعًا ، وحولتهم إلى موظفين لديها ، تمنحهم الترقيات والعلاوات لو أحسنوا القول.

لقد ثبتت الجمهورية أقدامها جيدًا ، ولم تعد تحمل تلك الحساسيات القديمة للأسرة المالكة كذى قبل .

من قلب الليل يأتى النهار ..⁠‫

‫‏ومن قلب الظلم تأتى الرحمة ..⁠‫

‫‏ومن المحال أن نأمل دوام الحال .

وأنت تعلم أن اختيار رؤساء الإدارات فى مهمتنا عملية شاقة ، وتحتاج إلى الموثوق فيهم ، بأكثر مما تحتاج إلى الخبراء .

كل هذا جميل ، ولكن ماذا عن الجيش ؟.. أين الجيش ؟

ماذا لو أننى أنا التى تركتك فى منتصف الطريق ، وهرعت إلى حبيب قديم ، ووضعت يدى بين أصابعه ، وتجاهلتك تمامًا ، وأنا أمضى معه ؟.. أكنت تغفر لى هذا ؟

⁠‫انتفض جسده لهول الصورة بالنسبة إليه.