المؤلفون > عزيز فيرم > اقتباسات عزيز فيرم

اقتباسات عزيز فيرم

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات عزيز فيرم .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

عزيز فيرم

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • وسافر قيّوم، وسافرت كذلك جولباهار بأفكارها خارج بلدها، إنّها ومنذ اعتقالها وهي سارحة البال تفكّر في فرضيّة الهجرة نحو دولة أوروبيّة وبالتالي الإستقرار هناك، إنّ لإتقانها اللغة الفرنسيّة والإنجليزيّة واحترافها صناعة الحلويّات الشرقيّة قد يساهم في تحقيق هذه الخطوة الكبيرة والنّقلة النوعيّة في حياتها، وما الضير في ذلك، والضّير الحق هو ماتواجهه في هذا المنفى الكبير، حيث اعتقالاتٌ بلا تهمٍ، ومساءلاتٌ من دون جُنحٍ، وكان حريٌّ بها أن تناقش الموضوع مع شقيقتها ميهراي أقرب النّاس إلى فؤادها، فكان رأيها متردّداً بين التحفيز لخوض هذه التّجربة والخوف من تبعاتها، فما كان عليها سوى نقل الإنشغال لوالدها السيّد أكرم الذي لم يمانع

  • ها سقف العالم ومنفذه نحو السماء الأولى!! ‫ تدثّر قيّوم بمعطفه وراح يمتّع ناظره بهذه اللوحات الفنيّة التّي تأسر القلوب بحسنها ورونقها، قد سنحت فرصة المماهاة في خاطر قيّوم بين هذه الفسيفساء والزّخم الأعجوبي وما يتمناه فؤاده لموطنه الغائر، لحظة ولهٍ وسكونٍ شقّها صوت قائد الرّحلة عندما قال: ‫ -على الجميع الانتباه، نحن أمام حاجز أمني ‫ دقّت أجراس الإنذار في قلب قيّوم لهذا الأمر، لكن سرعان ماتبددت هواجسه وأغُمدت سكاكين الخوف، حينما تذكر بأنه لم يلج بعدُ أرض وطنه الذّي يُصنّف على أنّه أكبر سجن في العالم بأسره، وبأنه أخطر مكان على البسيطة حيث بمقدور كلمة واحدة أو نظرة

  • – سجن الصّين العظيم-، ولكن لابد أن يكون هذا هو دأبه في كل أحايينه وحالاته، فالوطن قطعة من القلب ولو كان الرّجوع إليه كمن يعبر من حال الحياة إلى حال الموت ولكن بتأشيرة، ولكنه عبورٌ قدريٌّ لامفر منه، ولو عاش المغترب عمر آدم أو نوح، وما أوجع قلب المرء حال غربته، وما أشدّ عذاباته حين يكون البُعد عن تراب وهواء الوّطن وعن أحضان ولقاءات الوالدين والأسرة، إنها وأيم الله الآم الجسد المطويّة في أعماق السريرة وفي طوايا الرّوح.

1