منذ 15 سنة ويصادفني سؤال عن الفقه:
لماذا ما زلنا ندرس في باب الطهارة أن الاستنجاء بالحصوات؟ ولماذا ما زلنا ندرس أشكالاً من الممارسات في المعاملات والبيوع ما عدنا نتعاملها منذ سنين طويلة؟
ولقد أجاب العلماء عن هذا، أن ما ندرسه في الفقه هو الأساس والأصل في كل ما نراه الآن، وبعضها إنما هو شكل منمّق فقط لما كان سابقاً... فمن يدرس الأصل سيسهل عليه ويفهم كيف يتعامل مع الأشكال المعدّلة الحديثة...
ثم إن بلداناً كثيرة الآن لم تصل إليها هذه الأساليب الجديدة من الحياة...
وحتى المدن التي هي غارقة في الأصالة، وتواكب الأنماط الحديثة من الحياة، ما أدراك ألا تعود إلى سابق عهدها من البدائية والتخلّف والحاجة والفاقة؟؟!!!
وأكبر مثال على ذلك ما يحدث أمام أنظاركم: في سورية
ها هي حلب... وها هي مدن سورية... تفقد الماء والكهرباء... فربما اضطروا للاستنجاء بالحصى...
وأهلها فقدوا الأموال الورقية، فربما تبادلوا البضائع مبادلة!!!
والكثير منهم اعتقلوا فيجب عليهم أن يتعلموا من مسائل الفقه -التي ربما لا نعيرها اهتماما- ما يناسب اضطرارهم، مثل مسألة فاقد الطهورين (الماء والصعيد الطيب)
ولا ندري ما سيحدث في المستقبل فنعود لأساليب الحياة القديمة التي كانت زمن القرون الأولى...
ولا ندري
أبجديّات

لا يوجد أبجديات في هذا الحساب. كن أول من يكتب أبجدية.
-
Abo Al-Nour
عبّر قائلًا -
Abo Al-Nour
أضاف اقتباسة"الكبر هو ابن العُجب،...لأن الكبر -كما عرّفه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم- هو ((غَمْطُ الناسِ وبَطَرُ الحقّ)) وذلك جذره العميق هو العُجب.
دعونا نتصوّر خطورة الكبر على الحياة البشرية من خلال تصوُّرنا أنَّ هذا المرض قد عمّ كلَّ الناس، فكيف يكون الحال:
تصوَّروا أنّ كلَّ إنسان قد ازدرى كلَّ الناس فماذا يكون؟ لا يبقى في هذه الحالة احترام لأحد ولا هيبة لأحد ولا حُرمة لأحد ولا أدب مع أحد، وتصوَّروا حياةً بشريةً ليس فيها احترام ولا هيبة ولا حُرمة ولا أدب، وهذا كلُّه فرع الشقِّ الأولِ مِن الكبر.
ثمَّ تصوروا أنَّ كلَّ إنسان في هذا العالَم إذا عُرِض الحقُّ عليه رفضَه، فكيف يكون أمر هذا العالَم؟ عندئذ لا يستطيع اثنان أن يتفاهما على شيء إلا بالقهر على الباطل، فما لم يجتمع الناس على الحقِّ، لا يجتمعون على باطل، وعندئذ فالقويُّ هو الذي ينفِّذ أمره. ويتوضَّع حول هذا: الظلم، والغضب، والإرهاب، والإرهاق، والعدوان، وإهدار الكرامات والحقوق.
هذا مرضٌ نفسيٌّ واحدٌ يترتَّب عليه ما يترتَّب، فكيف ببقيَّة أمراض النفوس؟! ومن تأمَّل مثلَ هذا عَرَفَ بعض معاني قولِه تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107].
وعَرَف رحمةَ الله في أنَّه أرسل للناسِ رسلاً يزكون أنفسهم، وعَرَف أهمية التزكية في الحياة البشرية عموماً وفي الحياة الإسلامية خصوصاً، وأدرك كم يجب على الدعاة إلى الله أن يمتلكوا ناصية علم التزكية كطريق لا بُدَّ منه لإيجاد جماعة صالحة ومجتمع صالح، فذلك هو المقدِّمة الأقوى لكل شيء، وبدونه لا نحقِّق هدفاً دنيويّاً أو أُخْرَويّاً... "