اقتباسات من رواية ممالك الضباب : عالم بلا شمس 3

كانوا واثبين على البر أمام أمواج البحر الهائجة التي تتلاطم بعنفوانٍ، يشاهدون السفن وهي تتباعد عنهم شيئًا فشيئًا حتى توراتْ من أمام أنظارهم، مضتْ الساعات، الأيام، الشهور ولم يحدث ما ينتظرونه، لم يحدث ما يريدونه؛ فقال أحدهم لآخرٍ بصوتٍ غير مألوفٍ في مكانٍ غير معروفٍ خارج كوكب الأرض، وهم يراقبون ما يحدث: ‏

‫ ‏- لقد مضتْ ستة أشهر ولم يحدث شيءٌ . ‏

‫ ‏نظر له الآخر بارتيابٍ دون أن ينبس ببنت شفةٍ، فاسترسل الأول بذات الصوت غير البشري: ‏

‫ ‏- تُرى.. هل سيمرون من خلال الفجوة أم سيبتلعهم البحر؟ ‏

تلك هي المعضلة الكبرى "حرب الأفكار"؛ فيتشتت البشر في ظلال أفكارٍ تجعلنا ننزلق دون أنْ نشعر إلى الهاوية، أو أي خططٍ أخرى باءتْ بالفشل لا زلنا لا نعلم بها وربما سنعلم بها أو لن نعلم. ‏

‫ ‏لقد كانت الخطة منذ الدهر وأحدٌ لا يعلم بها، لقد كانت خطةً كبيرةً مدبرةً منذ البداية، إنَّها أكبر من أي بشريٍّ، أكبر من أي عقلٍ يستوعب ذلك، إنَّها خطةٌ تفوق قدراتنا، تفوق التكاتف والاتحاد الذي لطالما آمنتُ به وجعلتُه سبيلًا لخلاصنا من أي مأزقٍ يهدد بقاءنا، بل الحقيقة تكمن في أنَّ انقراضنا كان هدفًا يُسعى إليه من قِبل المجهول المجهول الذي كان متخفيًا في الظلال يفعل كل ما يُرسم إليه من البداية حتى وإنْ حدث شيءٌ ليس في الحسبان فهناك ألف طريقةٍ بديلة تصلح ممَّا خُرِبَ من وجهة نظر ذلك المجهول، وفي الحقيقة كان ملاذًا صنعناه نحن البشر بإرادتنا؛

‫ " سينبع من الأرض وسط أشد الرياح السوداء، كأنَّه نازلٌ من السماء تحت ضوء القمر بين أمواج البحر العنيدة؛ حينها سيكون الجميع ‏واحدًا‏."