مدينة السماء: الجزء الثاني
تأليف
محمد حسن عبد الجواد
(تأليف)
أشكال مبهمة تزحف صوب الشمال، كل شيءٍ يذهب صوب الشمال... أسراب من طيور سوداء يمكن رؤية ظلالها وسماع صوتها الحاد الشرير يملأ الأفق... في الليل الحالك والرمال البيضاء المتوهجة.. والرياح التي تثور.. عنيفة.. كاسرة... من بعيد يمكن رؤية تلك الزواحف العملاقة تتصارع مع كيانٍ أكبر في أعماق الرمال وقد امتلأ الأفق بأصوات فحيحٍ مخيفة... ظلال من جيوش من هوام سوداء تتخلل أخاديد الجبال....
خوفٌ لا حدود له.. وحزن شديد.. على ما حلَّ بالعالم... عالمنا الذي لا يتخيل أحدٌ أنه يحوي في أحشائهِ كل تلك الشرور... ومن حينٍ إلى اّخر وباستمرارٍ ترمق السماء القاتمة الملبدة بغيومٍ لا تغيب... هناك خلف السحب يوجد ذلك الوميض... وميض نقي أخَّاذ قادم من عالمٍ بعيد.. عالم غابر سعيد... وعندها شيء ما ينمو كنبتةٍ في أعماق الفؤاد... أمل...
وعندها تتساءل... هل هناك من سبيلٍ للنجاة؟