محاورات في الدين الطبيعي
تأليف
ديفيد هيوم
(تأليف)
محمد فتحي الشنيطي
(ترجمة)
وفي عام 1761 تمت المحاورات على نحو ما نقرؤها الآن. وربما كتب هيوم حينذاك خطابه الذي استهلها به إذ نطالع في هذا الخطاب شيئًا جديدًا. فهو يذكر لنا أن وجود الله أمر بيِّن يقيني وأنه حقيقة معروفة في كل العصور وهي أساس آمال البشر ودعامة الأخلاق والاجتماع، فيحسن أن نتأمل فيها في كل لحظة من لحظات حياتنا. ذكر هیوم كل هذا ليحبب الكتاب إلينا ولكنه لا يفوته أن يحذرنا ما عسى أن نلقاه في فهمه من مشقة. فثمة مسائل عن طبيعة الله حافلة بالشك، "ولم يصل العقل البشري بعدُ إلى يقين عنها ولكنها موضوعات شائقة بحيث لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من البحث الدائب فيها ولو أننا لا نخلص من أدق إبحاثنا بغير الشك والتناقض والافتقار إلى اليقين".