بورتريه لأبي العلا البشري - باهر بدوي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

بورتريه لأبي العلا البشري

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

على الشّاشة، رأينا بثًا مباشرًا لمدينة نائمة، بعمائرها ومآذنها، ونخيلها السّامق. السماء سوداء، حبلى بنجوم تسطع وتخبو بسرعة كالشّهب، القفر والوحشة منبسطان بضواحي العاصمة العراقية، كلّ شيء متأهّب لهجمة الكابوس العابر لآلاف الأميال” مصحّة نفسية، ومجموعة من المرضى تنسج الصداقة وشائجها بينهم. لكلٍّ منهم حكايته التي أتت به للمصحّة، بعضها تتسم بالطرافة، وأخرى مثخنة بالمعاناة. لكن في النهاية يتحتّم عليهم تنحية مخاوفهم والتغلّب عليها، بعد سريان أقاويل بين أروقة المصحّة حول اختفاء المرضى من العنبر ليلا. تضيق بهم حلقة الخوف، ويصيروا مجبرين على مجابهة الشرّ المنسلّ من العالم الخارجي إلى داخل المصحّة.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 4 تقييم
46 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية بورتريه لأبي العلا البشري

    5

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    3

    "بورتريه لأبي العلا البشري.. أحيانًا يأتي الجنون بانتصارات تغيب عن العقلاء"

    "هتسيب مستشفى المجانين.. وتعيش مع مجانين تانيين.. ماهي دنيا تجنّ العاقلين.. إوعى تروح بقى في الباي باي" أحب هذه الأغنية بصوت الجميل نجاح الموجي، ولطالما تساءلت من هو المجنون؟ أراها كلمة عامة من الصعب إدراك حدودها، والقصور في الاتزان النفسي والعقلي أمر مختلط يلحق بكثيرين، تم تشخيصهم بالمرض، أو لم يتم تشخيصهم بعد، أو من السالمين المحظوظين باتزان ولو كان نسبيُا.

    المكان هنا في هذا النص الروائي مصحة نفسية، وأبدأ بذكر المكان لأنه هنا بطل من أبطال الرواية، بل قد يكون هو أهم الأبطال، وله النصيب الأكبر من ثقل فكرة الرواية، والشاهد الأحق على هذا العالم المضحك إلى درجة الألم.

    يبدأ النص بفصل بديع، طريف، يرسم ابتسامة على وجه القارئ، وكذلك يعرّفه بطبيعة العالم الذي سيرافقه في باقي الصفحات، سؤال يقابله قلق مضحك، ربما حالة "القلق المضحك" هذه هي التي رافقتني طوال الرواية، وربما هي الحالة التي يودّ النص التطرّق إليها.

    السرد هنا على لسان الراوي المتكلم، نزيل في المصحة، وهو أمر مربك؛ فربما يكون راويًا مشكوك في كل ما يحكيه! جاء السرد قويًا وممتعًا، بلغة مناسبة، ظريفة، مضحكة في بعض الأحيان، تُنسي عالم القسوة الذي يعيشه هؤلاء النزلاء، أو ربما يعيشه كثيرون غيرهم خارج المصحة!

    صحيح أن الحوار مناسبًا لكن شعرت أن مساحته طغت على النص، حتى بدا لي أني أقرأ "سيناريو" وليس نصًا روائيًا، كما أن عالم المصحة النفسية تم تناوله مسبقًا في إبداعات كتابية أو مرئية، فكنت أفضّل أن يكون للنص تفاصيل مميزة، مستقلة قليلًا عما في ذهن القارئ من أفلام One flew over the cuckoo's nest ، وفيلم Twelve monkeys.

    أعجبني للغاية موازاة عالم المصحة مع ما يحدث في الوطن العربي من سقوط مدن ودول، كان هذا علامة تميّز للنص، وتمنيت أن يتم تضفيرها ودمجها جيدًا مع الأحداث، ربما كانت سثري النص بتفاصيل قوية، تجعل له روحًا من الأصالة.

    الشخصيات في الرواية ليست محركًا للأحداث، وإنما بشكل أكبر تخدم الفكرة، الأحداث نفسها هنا ليست تصاعدية، أو متشابكة، تُروى على لسان البطل وتشركنا في معرفة الأسرار التي يجهلها كثيرون في المكان.

    من أجمل لمحات النص هي الحالة الفنية المتواجدة بين الشخصيات؛ فالبطل يرسم "سكتشات" و"بورتريهات" ببراعة، وهناك مسرحية من تأليف "الشاذلي"، هذه المسرحية كانت من الممكن أن تعبّر كثيرًا عن النص وشخصيته، لكن جاء هذا الجزء في أواخر الرواية بطريقة مباشرة للغاية، أنقصت من جمال كثير يمكن أن يخرج من هذه التفاصيل الفنية.

    نهاية النص تمنيتها أقوى؛ فجاءت عادية، ليست على مستوى الأفكار المطروحة في الرواية، ولا ترضي شخصية البطل التي بدت بطموح ورؤية واسعة.

    على ذكر الجنون فإن للجنون متعة يدركها العقلاء، ومتعة هذا النص هي مزيج بين الجنون والمنطق، بين أمان السجن وتمرّد الحرية، بين الخوف من العقاب والأمل في الانتصار، وربما قد يحقق الجنون -ولو كذبًا- ما عجز منطق العقول عن تحقيقه في "بورتريهات" لا تعرف الكذب.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    رواية بورتريه لأبي العِلا البِشْري

    في عالمٍ تتماهى فيه الحدود بين العقل والجنون، تبدو المصحة النفسية في "بورتريه لأبي العِلا البِشْري" وكأنها انعكاسٌ مكثفٌ للواقع الخارجي، حيث تغدو الحقيقة هشّةً، متأرجحةً بين تأويلات متناقضة، كأنها مروحة تدور بلا نهاية.

    الكاتب باهر بدوي لا يسرد حكايةً تقليدية، بل ينسج عالمًا متشظيًا، ينفتح على التأمل العميق، حيث يصبح الجنون قناةً لإدراك الحقيقة، لا انفصالًا عنها.

    إبراهيم عيّاد، الشخصية المحورية في الرواية، يعيش قناعةً مفاجئة "الناس مراوح" تتردد هذه العبارة كصدى بعيد، تُلقي بظلالها على السرد، كأنها المفتاح السري لفهم الوجود داخل المصحة وربما خارجها، هنا تتحول المروحة من مجرد أداةٍ فيزيائية إلى استعارةٍ تُجسّد حالة الإنسان المسحوق، الذي يدور في فلك حياةٍ مسيرة، بلا إرادةٍ حقيقية تحت وطأة أنظمة اجتماعية ونفسية محكمة.

    لكن، هل حقًا نُشبه المراوح؟ أم أن هذه القناعة ليست سوى صرخةٍ عبثية، تنطلق من عقلٍ مُنهك؟ هنا تتقاطع الرواية مع رؤى العبثيين أمثال كامو وسارتر، حيث لا ينفصل الوهم عن الواقع، وحيث تتلاشى اليقينيات في متاهة التساؤلات.

    تقدم الرواية مجموعة من الشخصيات التي تمثل مستويات مختلفة من العبث الإنساني والسلطة والجنون:

    إبراهيم عيّاد الفيلسوف المجنون الذي يرى ما لا يدركه العقلاء، يعاني من اضطراب نفسي لكنه يبدو أكثر وعيًا بالحقيقة.

    سماح تسلُّخات التومرجية السلطوية والتي تمثل الفساد والاستغلال داخل النظام المغلق.

    الدكتور سالم الطبيب الذي يسعى إلى فرض النظام، لكنه يفشل أمام عبثية المرضى، ليصبح جزءًا من الفوضى.

    سعد التايكِ نموذج القامع الذي ينفذ الأوامر دون تفكير، الوجه القاسي للسلطة.

    بهاء عصفور الساخر الذي يستخدم الضحك كوسيلة لمقاومة واقع لا يحتمل.

    في هذا الفضاء المغلق، لا يكون المرضى مجرد شخصياتٍ ثانوية، بل يشكّلون مجتمعًا قائمًا بذاته، تحكمه قوانين غير مكتوبة، يتحول الأطباء إلى سلطةٍ قمعية، ويصبح المرضى أقرب إلى المتمردين أو الفلاسفة، الذين يعيدون إنتاج الواقع وفق رؤاهم الخاصة، وكأن المصحة ليست سوى انعكاسٍ مكثفٍ للعالم الخارجي، حيث تُمارَس السلطة بطرقٍ أكثر دهاءً، وحيث تُسلب الإرادة باسم النظام.

    تعتمد الرواية على تفكيك السرد التقليدي، فلا تسلسل زمني واضح، ولا حبكة مغلقة.

    الحوار يتنقل بين العامية والفصحى، في مزيجٍ يعكس تباين العوالم داخل النص.

    اللغة في الرواية ليست أداةً وصفية فحسب، بل هي كيانٌ متحوّل، يعكس التوترات النفسية والوجودية للشخصيات.

    أما على المستوى السردي، فإن النص يميل إلى تقنيات التداعي الحر، حيث تتداخل الذكريات مع الهواجس، ويتشابك الواقع مع الأوهام، فيخلق الكاتب حالةً من الارتباك المقصود، وكأنه يدعو القارئ للمشاركة في جنون النص، لا لمشاهدته من الخارج.

    وهنا يحضرني تساؤل: هل يكون المجنون أكثر وعيًا بالعالم من العاقل؟ هذا السؤال الذي لطالما تردد في الفلسفات الوجودية يبدو حاضرًا بقوةٍ في الرواية، إبراهيم عيّاد رغم هلوساته يبدو الوحيد الذي يرى الحقيقة، بينما الأصحاء عاجزون عن إدراك عبثية الوجود، في هذا السياق يصبح الجنون ليس خللًا، بل استراتيجيةً دفاعيةً ضد واقعٍ أكثر جنونًا مما نتصور.

    "بورتريه لأبي العِلا البِشْري" ليست رواية عن مصحة نفسية فحسب، بل هي نص يكشف عبثية الوجود، حيث تدور الحياة كما تدور المراوح، بلا يقين، بلا إجابة نهائية، هي عمل يضع القارئ في مواجهة سؤال وجودي صادم: من هو المجنون الحقيقي، نحن أم مَن نعتبرهم مرضى؟

    لكل من يبحث عن رواية تتحدى الإدراك وتثير الأسئلة، فإن "بورتريه لأبي العِلا البِشْري" هي الخيار الأمثل.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أتمنى أن مثل هذه الروايات لإتقان حبكتها وخروجها عن الإطار المعهود للنصوص الروائية أن تتحول إلى فيلم تدور جلّ أحداثه خلف أسوار مصحة نفسية وجل شخصياتها مرضى نفسيين كي نكتشف في نهاية الأمر أن من خارج هذه الأسوار هو في حقيقة الأمر المريض ومن بداخلها أصحاء.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق