مناقب العارفين : الجزء الأول - في شرح أحوال مولانا جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي والمشايخ المولوية
تأليف
شمس الدين أحمد الأفلاكي
(تأليف)
منال اليمني عبد العزيز
(ترجمة)
في قونية «مدينة الأولياء - كما أطلق عليها مولانا جلال الدين الرومي - بدأ شمس الدين أحمد الأفلاكي العارفي، في سنة 718 هـ تأليف كتابه «مناقب العارفين تلبية لرغبة شيخه شلبي فريدون بن بهاء الدين محمد بن جلال الدين محمد المولوي المعروف بأمير عارف أو شلبي عارف، الذي أشار عليه بإعداد كتاب عن مناقب آبائه وأجداده وخلفائهم من المولوية، وشجعه على ذلك. استقصى شمس الدين الأخبار من كبار الأحرار، وأخذ يجمع الحكايات من الرواة الثقات والعدول التقاة، وحرص على تدبرها، واطمأن إلى صوابها، وتأكد من صحتها، وأعد كتابه عن مناقب العارفين المولوية.
والكتاب يحتوي على شرح أحوال مولانا جلال الدين، وأبيه بهاء الدين الولد وشيخه برهان الدين محقق الترمذي، ومرشده شمس الدين التبريزي، ومريديه وخلفائه، وأبنائه وأحفاده، كما يشتمل على الأقوال المأثورة عنهم، والأخبار المتعلقة بهم، وبعد د سجلاً حافلاً بالحكايات ) المروية . عنهم، والكرامات المنسوبة إليهم.
ويمكن من خلال الكتاب معرفة نظام الحياة في التكية المولوية، وطبيعة العلاقة بين الشيخ والمريدين، وطريقة تأديب الشيخ للمريدين، وأسس الطريقة المولوية ومبادئها وآدابها ورسومها، وما يتعلق بها من الرياضات والمجاهدات والأوراد والأذكار كذلك.
ويصف الكتاب كذلك محافل الدرس والوعظ، ومجالس السماع وما كان يدور فيها ويذكر بعض أسماء المنشدين والقوالين.
ويوضح الكتاب أيضًا علاقة الصوفية بأمراء الزمان وأكابره وسادات البلاد، ويلقي الضوء على صلتهم بطوائف المجتمع المختلفة، وطريقة تعاملهم مع النساء.
ويتناول الكتاب بعض الأحداث التاريخية، والوقائع التي حدثت في القرنين السابع والثامن الهجريين في آسيا الصغرى، والتي ربما لم ترد في غيره من المؤلفات. ويعد الكتاب من الكتب الأصيلة الموثوقة التي اختصت بشرح أحوال المشايخ المولوية وأتباعهم، وكراماتهم. كما أنه يحظى بأهمية أدبية وتاريخية وأثرية.