تاريخ كوكب القاهرة
تأليف
ياسر ثابت
(تأليف)
في القاهرةِ، التي استحقّت اسمها بكلّ المقاييسِ ومُختلف التّأويلات، نحاول استقراءَ تاريخنا وتمثُّلاته الثّقافية والفكريّة والاجتماعيّة، مع رصد التطوّر المعماري والعمراني، عسانا نفهمُ المدينةَ التي تجمع بين كونها قصّة التاريخ الإنساني وصورة النقيضِ التي تجمع بين العشوائيات تارةً والمجتمعات المسوّرة تارة أخرى ومأوى النازحين واللاجئين والمغتربين على حدٍّ سواء.
ربما جاز القول إننا نولي أهمّية خاصةً لكل من الأسلوب والوضوح والدقّة في الكتابة البحثية والتاريخية، مع بناء التاريخ على الأدلّة المتاحة، والإيمان بعدم وجود مناطق محرّمة على التاريخ.
الفكرة الناظمة للكتاب هي البحث عن ملامحَ تائهةٍ أو غائبةٍ لتاريخِ مصر وجغرافيةِ العاصمة (الفُسطاط/ العسكر/ القَطائع/ القاهرة). والقاهرة هنا تشمل القاهرة المُعزيَّة وقاهرة صلاح الدين وقاهرة المماليك والقاهرة في عهد العثمانيين فضلًا عن القاهرة في القرنين التاسع عشر والعشرين. والشاهد أنها جميعًا تقعُ ما بين شاطئ النيل الشرقي وتلال المقطم، وكان طبيعيًّا أن تلي الواحدة الأخرى ناحية الشمال، أو بعبارة أخرى أن يكون نمو القاهرة وامتدادها من الجنوب إلى الشمال.