اقتباسات من رواية لاشين: الكتاب الخامس عشر - عن الرعب والسفر

أي زوجين جاءا من عالمين منفصلين، يتقاطع عالماهما بالزواج في مساحة تكبر أو تصغر، وهي المساحة المشتركة بينهما. التفهُّم يوسِّع هذه المساحة، لكن مهما اتسعت، سيظل الزوجان من عالمين مختلفين. ثراء الزواج نفسه واستمراره يكمن في احترام كل طرف لعالم الآخر، وعدم محاولة امتصاص أحد العالمين الآخر.

عندما تقرر أن تبدأ الرحلة، سيظهر الطريق

لا يقبل على المجهول إلا يائس أو مؤمن راسخ الإيمان، ولا أزعم أننا هذا أو ذاك.

يبدو أن لكلٍّ منَّا سجنَه الخاصَّ الذي اختار أحجاره بنفسه.

تلتئم عظامي، لكن قلبي لا يلتئم.

الحقيقة أنني –أنا لاشين- أشعر بتقلُّصٍ جهة المرارة كلما سمعتُ أسامة يغازل سهير.

كلنا نتغير، لكن ليس بالقدر نفسه. بعضنا ينضج فقط، ويصير نسخة نحتتها ضربات الحياة عن نفسه القديمة، وبعضنا تعجِنه الحياة ليصير شخصًا آخر تمامًا.

المرء لا يتحول إلى شخصٍ آخرَ يا عمي. بعض الناس تخفي حقيقتها، وما تفعله مصاعبُ الحياة يعرِّي هذه الحقيقة لا أكثر.

كلنا نتغير، لكن ليس بالقدر نفسه. بعضنا ينضج فقط، ويصير نسخة نحتتها ضربات الحياة عن نفسه القديمة، وبعضنا تعجِنه الحياة ليصير شخصًا آخر تمامًا.

أشرت إلى جيب قميصه، وأخبرته أن الجيب غير مرئي تقريبًا لأنه من نسيج القميص ذاته ونقشته، لا يمكن أن تراه إلا عندما تعثر على فتحته وتعبرها.

لا يقبل على المجهول إلا يائس أو مؤمن راسخ الإيمان

انتظرنا حربًا نستعيد بها سيناء، ولم تقع. انتظرنا رخاءً كما وعدنا السادات، فجُعنا أكثر. ثم كانت الضربة القاضية عندما قرروا رفع ثمن رغيف العيش نفسه.

المعركة (بدَّها طول نَفَس) ونحن أنهكنا الطريقُ في أول أمتاره لأننا تحمسنا وغضبنا ولم نفكر، لم نتريث، لم نحسب للطريق الممتد حسابه.

لقد حاربنا يا أمَّه ولم تُحسَب لنا حربًا.

تحت كل فأر من هو «أفأر» منه.

‫ تحوّم طائراتُ سحالي الصحراء فوقنا كما تحوِّم الحداياتُ فوق الحقول، تبحثُ عن الفئران المختبئة.

يبتعد ذراع رشدي أمام عينيَّ والسيارة ترمَح بنا. صفير الصواريخ تهوي من أعلى يغطي على صوت بكائي. أنا كامل المجنَّد أبكي كـ«الوَلايا».

نحن لم نحارب، لا لأننا جبناء، بل لأننا لم نُمنَح الفرصة. أقسم لك يا أمَّه أننا لم نكن جبناء.

كلنا نتغير، لكن ليس بالقدر نفسه. بعضنا ينضج فقط، ويصير نسخة نحتتها ضربات الحياة عن نفسه القديمة، وبعضنا تعجِنه الحياة ليصير شخصًا آخر تمامًا.

كلنا بدأنا رحلتنا في سيارة، ونمنا في أثناء الرحلة، واستيقظنا لنجد الدنيا قد قادت بنا إلى قرب النهاية، ثم تركتنا ورحلت. والآن، علينا أن نعرف أين نحن، وفي أي اتجاه نسير، وما إن كان الطريق يستحق من الأساس.