خارج حدود السيطرة: مغامرات ميكي في أرض المنبوذين - العدد الخامس > مراجعات رواية خارج حدود السيطرة: مغامرات ميكي في أرض المنبوذين - العدد الخامس
مراجعات رواية خارج حدود السيطرة: مغامرات ميكي في أرض المنبوذين - العدد الخامس
ماذا كان رأي القرّاء برواية خارج حدود السيطرة: مغامرات ميكي في أرض المنبوذين - العدد الخامس؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
سارة الليثي
كنت في حاجة إلى هذا العدد في وقت أبكر لأخذ هدنة قليلة من كمية الدماء المتناثرة هنا وهناك على مدار الأعداد السابقة، وكنت أعلم أنه لن يكون مشابهاً، ولكني آليت على نفسي أن أقرأ بترتيب الأعداد دون غش، ولم يكن فقط مختلفاً في بعده عن الدموية، ولكنه أيضاً كان الأقرب لعلاقتي الخاصة مع ميكي؛ فكما قلت سابقاً في العدد الأول أن علاقتي به طوال طفولتي -وحتى الآن- ظلت منحصرة في عالم القراءة فقط لا غير.
وذلك كونه الشخصية الرئيسية لمجلة ميكي التي رافقت طفولتي ومن قبلها طفولة أبي، وفي هذا العدد كان ميكي شخصية مكتوبة تتمرد على كاتبها؛ لتخلق لنفسها عالماً مغايراً عما يرسمه لها، ويظهر هذا في صورة غلاف العدد الذي يجسد يد ميكي ماوس بقفازه الأبيض تخترق من الداخل غلاف كتاب أو مجلد معنون باسم ميكي بالإنجليزية؛ لتخرج منه، ويحيطه أوراق متناثرة من حوله، وهو ما يشي بخروجه من عالم الخيال محاولاً الالتحام بالواقع، وهو الغلاف الوحيد من بين أغلفة السلسلة الذي لا تتناثر فيه الدماء أو الحرائق.
ولأن الكاتب أصر طوال فترة الدعاية والإعلان عن السلسة أن الأمر بالنسبة له لا يعدو كونه لعبة للتجربة ليس إلا؛ فيمكننا إهداؤه قول ميشيل فوكو: "الكتابة تتجلى مثل لعبة تتحرك بشكل لا مناص منه فيما وراء قواعدها وفي النهاية تتخلى عنها وراءها"، فما الكتابة إلا لعبة في النهاية، وهذه اللعبة جزء لا يتجزأ من العملية الفنية ككل بداية من ابتكار الكاتب لها وحتى تأويل القارئ، مما يجعلها لعبة متغيرة على الدوام ما بين اختلاف خلفيات ومقاصد كل من المبدع والمتلقي.
وفي عالم لعبة الكتابة الأدبية حدد المنظرون ثمانية معايير يمكن للعبة أن تدور في فلكها، لا يخصنا هنا منها إلا اثنتان: اللعب النفسي حيث يعالج اللاوعي الأنا أو الضمير ويهاجم بعنف أسس العقلانية المتماسكة ويشكك في الأنشطة النصية المبنية على الوعي، والألعاب المشابهة لألعاب الخيال حيث بها قواعد محددة تتم ملاحظتها داخل المحتوى الخاص بالعمل ولكنها ليست بالضرورة تنطبق على الواقع خارجه، حيث ينبغي على عالم اللعبة أن يخضع للمحاكاة الساخرة كي يخلق أنواعاً جديدة من اللعب.
وهذا ما تم بالفعل في خلق عالم ميكي بين دفتي الكتاب، قلت أن العدد والغلاف كانا خاليين من مناظر الدماء والحرائق التي أشبعت الأعداد السابقة رعباً، ولكن من قال أن الرعب يتجسد فقط في مظاهر الق*تل والدماء وإشعال الحرائق وارتكاب الجرائم الدموية، ذاك رعب لحظي يرفع الأدرينالين لحظتها ويزول تأثيره فور الانتهاء منه، ولكن الرعب الدائم هو عندما يواجه الإنسان نفسه ويكتشف حقيقة أمره وعبثية ما أفنى عمره فيه -حسناً ليس إنساناً فلننحي الإنسان جانباً شخصاً فأراً كائناً ما كان تلك هي المحاكاة الساخرة على أية حال-.
من منا لم يحيا حياة مشابهة لما عاناه ميكي، تنازل عن هويته الحقيقة لأجل مظاهر خداعة وبراقة كانت هي أول ما دهسته تحت عجلاتها في النهاية، بعد أن ترك وراءه من يهتمون لأمره بصدق ويسعى لنيل رضا من لا يعنيهم أمره، كم منا دار في ساقية العمل مثلاً متخلياً عن أهله وبيته زوجه وأولاده، أفنى عمره لأجل وظيفة ما، وفي لحظة قيل له: لقد كبرت وتخلينا عن خدماتك لم نعد في حاجة لك، المشهد الدائر بين ميكي وأبو رجل مسلوخة لا يحمل فقط مبرراً لوجودهم في أرض المنبوذين.
بل هو سبب وجودنا جميعاً في تلك الأرض، العالم يتطور من حولنا واحتياجاته تختلف ونحن لا نزال في مواقعنا لا نتحرك عنها قيد أنملة، لا نزال نشبث بطرقنا القديمة في الحياة والعمل نرفض أي تطوير ولا نسعى له؛ فيكون مصيرنا في النهاية النبذ مهما كان لنا ماض وتاريخ عريق أسعدنا فيه العالم وقلبناه رأساً على عقب وعلمناه ما لم يكن يعلم، حتى لو امتد بنا الأمر لسبع آلاف سنة سابقة، كم منا يترك غيره -أياً من كان- يرسم له طريقه ويمد له خطواته على الطريق فلا يحيد عنها؟!
من منا يمتلك الشجاعة ليقول لا في وجه من يرسم له الطريق؟ يتمرد عليه ويمسك بالقلم من يديه ليخط مصيره هو بنفسه وبإرادته لا بإرادة غيره مهما كانت سلطته؟ ميكي فعلها؛ فهل نتمكن نحن من فعلها؟ هذا هو الهدف من اللعبة كما يقول نيتشه: "اللعب بوصفه جنوناً منتهكاً ولا معقولاً يُستخدم لإعادة التوازن في الثقافة والفكر والفن، يعمل على ترقية روح القلق والاضطراب، متحدياً جمهوره وموجهاً إياهم إلى مفاهيم جديدة للواقع"، ربما أبدو أفلسف الأمور بصورة مبالغ فيها.
ولكن واقع الأمر أن حياتنا كلها قائمة على فلسفة ما، ولا يوجد عمل فني أو أدبي يظهر من العدم دون فلسفة وراءه حتى لو بدا في ظاهره بسيطاً، فحتى البساطة لها فلسفتها الخاصة، وعلى الرغم من كم الألم المعبأ بين الحروف بتماهيه مع واقع نعيشه يجعلنا أشبه بفئران رسوم متحركة منبوذة فاقدة الإرادة، إلا إن هذا العدد الوحيد الذي ضحكت فيه حقاً -حتى الآن فلا يزال هناك عدد لم يخرج من الجعبة بعد لا نعلم ما فيه- في أكثر من موضع.
فبرغم الوجع الذي كان يصاحب ميكي طوال رحلته خلال العدد إلا إن حواراته المختلفة لم تخلو من طرافة هنا وهناك حتى وإن كانت في إطار يبدو جاد إلا إنها تبعث الضحك في نفس قارئها، وعودة على ما بدأناه في إطار اللعبة فإن باختين يرى أن اللعب المبني في صورة تسلية عامة قادر على الانتهاك والتشتيت والثورة الاجتماعية وطرح علاج ما من خلال الضحك، يتبقى فقط أن أقول إن الجزء الأخير لهذا العدد في تصوري كان الأصعب في الكتابة.
ولا أعلم كيف لأحد أن يخرج من نفسه ليكتب عن نفسه بتلك الطريقة، كان الأمر مربكاً لي، ولكن هذا لا يمنع أن جزء لقاء الكتاب كونه يجسد ربما واقعاً تم بالفعل مال أحياناً إلى التقريرية أكثر من الفنية، ومن مفارقات الأقدار أن من قال: "أنا دماغي لسة في حالة بلوك سخيف" كان صاحب أطول عدد! 😎
ويتبقى عدد أخير في هذه السلسلة لتنتهي رحلتنا مع ميكي في أرض المنبوذين ربما نعود له بعد ثلاث ليال.
#خارج_حدود_السيطرة للكاتب #رامي_أحمد
العدد الخامس من #مغامرات_ميكي_في_أرض_المنبوذين
#جولة_في_الكتب #روايات
#مقالات #سارة_الليثي
#إصدارات_معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2025 الرسم بالكلمات للنشر و التوزيع
-
noor7assan
الكتاب: خارج حدود السيطرة | مغامرات ميكي في أرض المنبوذين، العدد الخامس
الكاتب: رامي أحمد
دار النشر: الرسم بالكلمات
التصنيف: رعب نفسي
عدد الصفحات: 126 صفحة
التقييم الشخصي: 4/5
نبذة عن الرواية:
يخوض ميكي مغامرة جديدة في محاولة للعودة إلى عالم ديزني، بعد أن فعل كل ما بوسعه لنسيانها.
يجد نفسه غارقًا في البحر الأسود، حيث يندمج مع حقيقته ويتسع إدراكه.
فما نهاية هذه الرحلة؟
رأيي الشخصي:
يختلف نوع الرعب في هذا العدد، لكنه يظل مثيرًا. يعرض لنا الكاتب كيف وُلدت فكرة سلسلة ميكي في أرض المنبوذين في أذهان مؤلفيها، مما جعلني أتساءل: لماذا لم يكن هذا العدد هو الأول في السلسلة؟!
لكن مع التقدم في القراءة، تراجعت عن هذا التساؤل، وأعجبتني النهاية. رغم بساطة هذا الجزء، إلا أنه يحمل رمزية مختلفة جدًا.
متحمسة لختم السلسلة مع العدد السادس! ✨
نور حسن 💛🌻
السابق | 1 | التالي |