حقائق وهواجس

نبذة عن الكتاب

أتذكر الآن جيدًا عندما كنت في مدرسة الأشراف الابتدائية بحي شبرا، أن حكيمة المدرسة (حياة) كانت تختارني أنا دائمًا لمساعدتها في الكشف الظاهري على زملائي التلاميذ من ناحية المظهر العام ونظافة الملبس وعدم إطالة الأظافر وغيرها من متطلبات الصحة، كما وضعت على ساعدي شارة الهلال الأحمر والذى أسعدني كثيرًا في هذا الزمان.. وعلى الجانب الأخر من حياتي، فقد كان والدى العظيم الأستاذ الغزالي حرب يرحمه الله مدرسًا ثم مفتشًا للغة العربية، وكان يكرر على مسامعي دائمًا أني يجب أن أكون طبيبًا!.. لأنه كان يعشق مهنة الطب ويفتخر ويعتز بها.. ومن هنا نمت وترسخت الرغبة بداخلي طوال سنوات الدراسة حتى انتهينا من اجتياز الثانوية العامة، وكان مجموعي يمنحني الحق في اختيار أي كلية فلم أختر إلا كلية الطب ووجدتني أتجه إليها بغير تفكير.. بل ولم أكن أتصور غير ذلك.. وبدأ المشوار الصعب لمدة سبع سنوات وانتهت في عام 1971 بعد أن تأكد في نفسي أني لن أتخصص إلا في تخصص الأمراض الباطنية وقد حدث بحمد الله، ثم تركزت عيني على التخصص الدقيق وهو مرض السكر والغدد الصماء بعد أن حصلت على شهادة الدكتوراه في هذا التخصص في عام 1978 وبدأت المشوار.