تواني الثواني
تأليف
بودينة حنيفة
(تأليف)
ربما تكون أجمل الأشياء هي التي لا زلنا ننتظرها، حتى ولو تبقى "تواني الثّواني" كي تصل إلينا، ومن العنوان يدرك القارئ ثقل الإحساس بالزمن الذي ينسحب على الشخصيات القصصية في هذه المجموعة، فالجميع في حالة انتظار، هي كائنات معلّقة بأحلامها؛ انتظار حبيب، انتظار مولود، انتظار غائب، انتظار الفرح، وهو ما يجعل للحياة قيمتها، واستمراريتها، ومعناها في عيون هؤلاء. هذا التشكيل القصصي للحياة تختار له الكاتبة المبدعة بودينة حنيفة شخصيات تحاول القبض على الزمن، وإثبات حضورها فيه. وتأسيساً على ذلك لا يمكن للصور القصصية التي أنتجتها إلا أن تكون آلية جمالية راجحة في وعي قيمة الآخرين وحضورهم في حياتنا.
وأجمل الكلام هو ما تقوله الكاتبة: "ليست الحياةُ علماً دقيقاً، وإن كنتَ أنت دقيقاً في التخطيط لتفاصيل حياتك، فهناك دائماً "غيرُ المتوقع". و"غيرُ المنتظَر"، ولولاهما ما كان لهذه الحياة معنى".
تضم المجموعة اثنا عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "موقف"، "ضحايا انتظار"، "هدية موقوتة"، "فصل الوصل"، "جريمة وضحيتان"، "متاهة"، "خفايا ظاهرة"، "امرأة متطلبة"، "نفس"، "اختبار اختيار"، "عتمة".