"لم أكن أعلم أن بإمكاننا، العيش، والعمل، وإلقاء النكات، ومرض الحزن يأكلنا من الداخل."
مجموعة قصصية تتكون من أحدى عشر قصة قصيرة، لم يتجاوزوا جميعهم حد السبعون صفحة، تسرد بلطف بالغ وبهدوء؛ نظرية تُحاول الكاتبة أن تختبرها، أننا بشكلاً ما نُبالغ في تقدير الحب، نضعه في قدر أكبر مما يحتمل، بأحداث دقيقة ومليئة بالتفاصيل، تلك التفاصيل اليومية "العادية" التي نعيشها ولا نشعر بها تحت ظلال الحب، لطالما أسرتني العادية في قصص الحب، الهدوء التام، بعدما انطفت جذوة الحب، بأشكالها المختلفة من حب وعشق وجنس، عندما ينضب كل شيء، فلا يبقى إلا تلك العادية، والهدوء المُصاحب لها، هل تُكفي طرفين ليُكملا حياتهما معاً؟
مع توالي القصص، ترى الحب من وجهات نظر مختلفة، تراه بأعين –نساء في أغلب القصص- تحمل ندماً أو حباً أو كرهاً أو شوقاً، هناك العديد من المشاهد التي تحدث دون كلمات، ولكن أثرها هائل وكبير، هناك كلام يُقال وهناك كلام أكثر لم يُقال، كأنه إعلان صريح أننا في الحب لا نقول كل شيء، هناك أشياء لا نستطيع البوح بها.
مع تلك القصص المُختلفة التي كانت غالباً ما تدور بنغمة سوداوية للحب والفراق، ونهاية العلاقات، تشعر أن الحب رُبما يكون مُبالغاً في تقديره حقاً، رُبما تكون سلبياته أكثر من إيجابياته، ولكن، على الرغم من ذلك، ستظل دائماً تتحرق شوقاً لتلك الجذوة اللاهبة، نحو شخصاً ما، رغم أنك تعلم جيداً، إلى أين تؤول الأمور دائماً.
مجموعة قصصية لطيفة وبكل تأكيد يُنصح بها.