رحلة عبر اليمن
تأليف
والتر بيرتون هاريس
(تأليف)
سارة صلاح عبد الكريم
(ترجمة)
يمكن وصف اليمن بأنها تشكِّل الركن الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، ولا يُعرف سوى القليل جدًّا عن جغرافية المناطق الداخلية، لدرجة أنه حتى السكان المحليين بالكاد يُعرّفون حدودًا بين أراضيهم الخاصة والمقاطعات المجاورة؛ لذا فإن أي وصف دقيق للبلاد يكاد يكون مستحيلًا. ويمكن أن يقال الشيء نفسه عن جميع الحدود تقريبًا في منطقة المشرق العربي، باستثناء – اقتداءً بما هو متبع في أوروبا – الحالات التي تم فيها الاتفاق على خط واضح لترسيم الحدود؛ فتعيين الحدود في اليمن، كقاعدة عامة، يعتمد على التموضع القبلي والتوارث بشكل أكبر بكثير من الاعتماد على أي سمات طبيعية للأرض المعنية. وفي كثير من الحالات الخاصة بتسوية المسائل الحدودية مع القوى في المشرق، كان لزامًا على الحكومات الأوروبية اتباع تلك القواعد. ويتجلى ذلك بشكل خاص في حالة الحدود الجزائرية والمغربية، في المناطق الجنوبية التي لم يتم تعيين حدود مطلقة لها؛ حيث نجد أن قبائل معينة حسب محل إقامتها إما في أراضٍ مغاربية أو فرنسية تُنسب إلى إحدى هاتين الجنسيتين .