الاعلام والتنمية السياحية المستدامة : الادوار والتحديات
تأليف
غادة محمود عبد الحميد
(تأليف)
يُعدّ التلفزيون والإذاعة من وسائل الاتصال الجماهيرية؛ لقيامهما بوظائف متعددة في المجتمعات؛ منها التوجيه، والتثقيف، والإعلام، والتعليم. ويرجع ذلك إلى كونهما وسيلتين تتميزان بعنصر الإتاحة، وهما أرخص وسائل الاتصال لنقل المعلومات والمعرفة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة التي تفرضها عليهما وسائل الإعلام الرقمية الأُخرى؛ نتيجةً للتطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، لكن ما يزال لهما أدوار فعالة وإيجابية في جذب انتباه المتلقي، لاسيما أنهما تخاطبان فئات المجتمع كلها، بغض النظر عن المتلقي كونه متعلمًا أو مثقفًا أو أميًّا؛ لذا فقد ازدادت الحاجة إليهما مع تعقد الحياة الاجتماعية. وتأتي هذه الحاجة انطلاقًا من وظيفتهما الاجتماعية التي تسعى من خلالها لتشكيل الوعي الاجتماعي الذي يقلل من الآثار السلبية التي تتسبب بها المشكلات والقضايا الاجتماعية التي تحدث في المجتمع، وتهدد الاستقرار والتماسك الاجتماعي، وتؤثر سلبًا في بنائه الاجتماعي وأناسقه المختلفة؛ وهذا يعني أن كلًّا من الإذاعة والتلفزيون عبر برامجهما ضرورة اجتماعية؛ لإشباع احتياجات المجتمعات، ولاسيما إشباعات الاندماج الاجتماعي التي تتعلق بالمعلومات عن المجتمع وقضاياه.
لهذا يُعدّ الإعلام بوسائله المتنوعة من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات، لأنه يسهم في تشكيل الرأي العام، ورفع الوعي تجاه القضايا المجتمعية؛ كالمشروعات القومية الكبرى، وقضايا التنمية والتعليم والسياحة والثقافة والصحة والزراعة، وغيرها. وإذا تم تقديم الإعلام بشكل جيد -اتسم بالشفافية والمهنية والموضوعية- فإنه يصبح عاملًا مهمًّا ومؤثرًا في دفْع عجلة التقدم والتنمية.
ويؤدي الإعلام المتخصص خاصةً الإعلام المحلي دورًا مهمًّا في التعبير عن اهتمامات واحتياجات المجتمع المحلي، وتعزيز الوعي بين المواطنين بالقضايا التي تعاني منها البيئة المحلية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي؛ مما أوجد ارتباطًا بين دور الإعلام والتنمية؛ حيث يمتد بدوره إلى توعيتهم بالمشاركة في صناعة القرار، والمشاركة في إدارة الشأن العام بهذه الأقاليم، وهي الأسباب نفسها التي دفعت الدولة المصرية إلى التوسع في إنشاء الإذاعات والقنوات الإقليمية منذ عام 1981.