إن إحدى المفارقات العظيمة في هذه الحياة هي أن الوعي بالذات يولِّد القلق؛ فيأتي فعل الاندماج ليقضي على القلق جذريًّا، من خلال التخلُّص من الوعي بالذات. الشخص الذي يقع في الحب ويدخل في حالة اندماج سعيدة لا يتأمَّل نفسه لأن أناه المُتسائلة الوحيدة (والقلق المصاحب للعزلة) يذوبان في صورة الـ «نحن». وهكذا ينفصل المرء عن قلقه، ولكنه يفقد نفسه.
تعرية الحب
نبذة عن الكتاب
لا أحبّذ علاج المرضى الواقعين في الحبّ. قد يكون ذلك بسبب الحسد، فأنا أيضًا أتوق إلى الافتتان بأحدهم. أو ربّما لأنّ الحبّ والعلاج النفسي يتعارضان جذريًّا. ففي الوقت الذي يحارب فيه المعالج البارع الظلام ويفتّش عن النور، يُبنى الحبّ الرومانسي على الغموض وينهار عند التنقيب فيه إنّ إحدى المفارقات العظيمة في هذه الحياة هي أنّ الوعي بالذات يولّد القلق. فيأتي فعل الاندماج ليقضي على القلق جذريًّا، من خلال التخلّص من الوعي بالذات. الشخص الذي يقع في الحب ويدخل في حالة اندماج سعيدة لا يتأمّل نفسه لأنّ أناه المُتسائلة الوحيدة (والقلق المصاحب للعزلة) يذوبان في صورة الـ«نحن». وهكذا ينفصل المرء عن قلقه، ولكنّه يفقد نفسه". *** يسرد هنا الطبيب النفسي، ذائع الصيت إرفين د. يالوم عشر حكايات من واقع جلسات العلاج النفسي تدور كلها حول ألم الوجود، وببراعة ملفتة يُعرّي ما يسكن عمق تلك الحكايات.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 440 صفحة
- [ردمك 13] 9781998800162
- منشورات حياة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب تعرية الحب
مشاركة من aya
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Doaa Mohamed
الكتاب ولا شك مُبهر بطريقة أو بأخرى.. المعالج النفسي إرفين يالوم الذي صار لدي فضول لقراءة أعماله من كثرة المديح عليها مؤخرًا..
الكتاب مختلف ولكن ليس تماما فهو يتناول حكاية ١٠ مرضى يترددون على هذا الطبيب لسبب أو لآخر فالفكرة نفسها ليست جديدة ولكن تناول "ارفين" الكاتب والطبيب هو ما كان مختلفًا.. فإن كنت تبحث عن التفسير العلمي النفسي لكل حالة من الحالات سوف تجده هنا بطريقة ماهرة وعميقة وفي ذات الوقت ليست مُتعالية..
-ما أعجبني في أسلوبه كطبيب أنه كان يبدأ كل رحلة مع مريض بالتساؤل وربما التشكيك في قدرته على مساعدة المريض.. لم يتبنى حالة من الحالات بشكل متغطرس او من منطلق العالم ببواطن الأمور بل كان يستكشف دواخل المريض بقيادة المريض نفسه أو اجباره بشكل أو بآخر على النبش بداخله والبحث وراء العلامات وتفسير الأحداث المختلفة.. في كثير من الحالات كان الأمر بمثابة مبارزة عقلية نفسية بين شخصين أو صديقين ربما كل منهما يحاول مساعدة الآخر.
- أيضًا جاء كلامه هنا ليؤكد أن الأطباء النفسيين يعانون ربما بالقدر نفسه مما يعاني منه مرضاهم.. هناك صدمات وأزمات تنعكس على جوانب حياتهم وتصرفات غير عقلانية نتيجة هذة الصدمات التي لم يتم التعامل معها او محاولة فهمها والتعافي منها..
كانت أول مرة أعرف مصطلح "التحويل المضاد" الذي يمكن أن يعيق علاقة المعالج بالمريض لأن كلاهما يعاني وقتها وربما يعجز المعالج عن فصل مشاعره الخاصة عن العلاج.
في حالة الطبيب هنا كانت الحالة التي ربما كرهته فيها لأنه كان يمقت المريضة في البداية لأنها تعاني من السمنة المفرطة مما أثر في البداية على طريقته في العلاج او إدارة الجلسات إلى أن أدرك أنه كان يمارس "التحويل المضاد" لمشاعره الخاصة وتجربته الخاصة ويعكسها على شخصية المريضة. (في النهاية الكتاب اعتذر الطبيب للمريضة).
❞ أن مصطلح «التحويل» يشير إلى المشاعر التي يربطها المريض خطأً بالمعالج النفسي (أي «ينقلها» إليه) –رغم أنها نشأت نتيجة علاقات سابقة– فإن التحويل المضاد هو العكس تمامًا: أي إنه يتجسد بالمشاعر اللاعقلانية المماثلة التي يشعر بها المعالج النفسي تجاه المريض. في بعض الأحيان، يكون التحويل المضاد دراماتيكيًّا ويجعل العلاج العميق أمرًا مستحيلًا: تخيل يهوديًّا يعالج نازيًّا، أو امرأةً تعرضت للاعتداء الجنسي في الماضي تعالج مغتصبًا. ولكن، عندما يكون أخف وطأةً، يتسلَّل التحويل المضاد إلى جميع دورات العلاج النفسي. ❝
- على اختلاف الحالات العشر إلا أني وجدت أن مايجمعهم "الوهم" الذي كان مستفزا وغير عقلاني بالمرة في بعض الحالات، أما البعض الآخر ف الوهم كان بمثابة وسيلة دفاعية لتمكنهم من الاستمرار فقط.
أكثر حالة مستفزة بالنسبة لي هي الحالة الأولى.. يمكن كل الحالات وجدت لها مبررا إلا هذة الحالة "تعرية الحب" والمثير للغضب أنها لم تكن وحدها المريضة بل هي ومعالجها السابق، كانا شخصيتان غريبتان وعلاقة أغرب وأغرب!
أعجبني إن الطبيب تقبل عدم نجاحه في علاجها ربما لأنه يعلم أنه بذل الجهد المطلوب وما بوسعه، إلا أنه لا يستطيع علاج من لا يريد أن يُعَالج.
- أكثر حالة تعاطفت معها هي "بيني" أم تعاني من الاكتئاب والحزن وجلد الذات بسبب فقدها ابنتها وكانت أكثر رحلة علاجية ممتعة للقراءة ومؤلمة في الوقت نفسه لما تكشفه هذة الشخصية عن نفسها وحياتها.
- هناك حالات تعاني الفقد والحزن الدفين الذي لا يذهب والاكتئاب وعدم استيعاب التغيير او عدم تقبله.. عدم الشعور بالأمان أو انسحاب بساط الآمان فجأة أو الشعور بالدونية وعدم الاستحقاق وكره الذات والندم والخوف من الموت .. كل الحالات ربما ستجد منها ما يلامسك وما يشعرك أنك لست وحيدا في معاناتك فربما هناك من يعاني مثلك وهناك من يحاول أن يتعافى وهناك من ينجح في التعافي والبدء في النظر للخسائر التي تعرض لها والحياة بمنظور مختلف يمكنه من العيش من جديد. هناك من نجح في هذا فربما أنت أيضًا ستنجح في التعافي يومًا ما..
- شيء واحد لم يعجبني وهو أحكامه على المريضات الإناث حسب شكلهم فهو ينفر من القبيحة او التي تعاني من السمنة بل يكرهها ويتغزل في الجميلة الممشوقة القوام رغم أنه من المفترض ألا يفعل ذلك كطبيب ومعالج نفسي ولكن في النهاية هو بشر وهذا طبعنا أن نصدر الأحكام! إلا أني لم أستطع تقبل الأمر.
-الكتاب مفيد والنقاشات بين الطبيب والمرضى مثرية وغنية بالنظريات النفسية والتطبيقات العلاجية وشرحها وصدقه كطبيب في التعامل مع المرضى كان محفزًا للإعجاب بأسلوبه. وأكثر ما أعجبني ربما اهتمامه بالأحلام وتفسيرها متبعا في ذلك نهج فرويد في استكشاف اللاوعي.. فكان يلتقط الرغبات المكبوتة والرموز النفسية لهذة الأحلام من عقل المريض ويقوده في رحلة لاستكشافها وتبصيره بما يدرو في جزء خفي من عقله ومن هذة الطريق للإدراك ثم التعافي او التقبل.
ينصح به جدًا لمحبي علم النفس.
بعض الاقتباسات :
❞ إن إحدى المفارقات العظيمة في هذه الحياة هي أن الوعي بالذات يولِّد القلق؛ فيأتي فعل الاندماج ليقضي على القلق جذريًّا، من خلال التخلُّص من الوعي بالذات. الشخص الذي يقع في الحب ويدخل في حالة اندماج سعيدة لا يتأمَّل نفسه لأن أناه المُتسائلة الوحيدة (والقلق المصاحب للعزلة) يذوبان في صورة الـ «نحن». وهكذا ينفصل المرء عن قلقه، ولكنه يفقد نفسه.
لهذا السبب بالضبط لا يحبِّذ المعالجون علاج المريض العاشق؛ إذ يتنافى العلاج النفسي مع حالةِ الاندماج بالحب، لأن العمل العلاجي يتطلب استجوابًا للوعي الذاتي والشعور بالقلق الذي سيصبح في نهاية المطاف بمنزلة المرشد للصراعات الداخلية.❝
❞ فمن الصعب للغاية –لا بل من المخيف أيضًا– أن يُقرَّ المرء بالبصيرة القائلة بأنه هو وحده المسئول عن بناء طراز حياته الخاص. ومن ثم فإن المشكلة في العلاج تكمن دائمًا في كيفية الانتقال من تقدير المرء الذهني غير الفعال لحقيقةٍ ما عن نفسه، إلى اختبارِ هذه الحقيقة بعواطفه إلى حدٍّ معين. لا يمكن أن يصبح العلاج قوة حقيقيةً تبعث على التغيير إلا عندما ينجح في تطويع المشاعر العميقة. ❝
❞ إن وجود شخص يشاطرنا المشاعر والأفكار المؤلمة هو أمر مفيد دائمًا. ❝
❞ إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للإنسان هو أن يموت بمفرده ❝
❞ فغالبًا ما تكون الأحلام الأُولى التي يبوح بها المرضى في جلسات العلاج –خاصةً تلك الأحلام الغنية والمفصَّلة– بمنزلة الشعلة التي تنير العتمة. ❝
❞ إن الخطوة الأولى نحو تحقيق التغيير في العلاج هي تحمُّل المسئولية. فإذا كان المرء لا يشعر بأي حال من الأحوال بأنه مسئول عن ورطته، فكيف له أن يغير مجرى واقعه؟ ❝
❞ على الرغم من أن حقيقة الموت بعينها تدمِّرنا، فإن فكرة الموت يمكن لها أن تنقذنا. أي إنه يمكن لوعينا بالموت أن يمنحنا منظورًا مختلفًا عن الحياة ويحرِّضنا على إعادة ترتيب أولوياتنا. ❝
❞ صحيحٌ أننا نحاول جاهدين أنْ نعيش هذه الحياة على شكل أزواجٍ أو مجموعات، إلا أن هناك بعض الأوقات –خاصة عندما ندنو من الموت– التي تبرز فيها حقيقةٌ معينةٌ بوضوحٍ تقشعرُّ له الأبدان، حقيقةُ أننا نُولَد وحيدِين وأننا سنموت وحيدين. ❝
-
أماني هندام
يقول نيتشه"إن المكافأة التي يحصل عليها الموتى هي أنهم لن يموتوا مرة ثانية»
ويقول سقراط"❞ «الحياة التي لا نتفحَّصها غير صالحةٍ للعيش» ❝
اقتباسات ملهمة تساعدنا على التخطي يعج بها الكتاب،تخطي الإيذاء،تخطي النفوس المتقلبة واللامبالاة التي يصدرها لنا البعض
دكتور ارفين يالوم كان بداية تعارفي بي عن طريق دكتور عماد رشاد عثمان مؤلف كتاب أحببت وغداً وصاحب القناة المهمة على اليوتيوب للتخلص من إدمان التعلق وكيفية التعافي،ارفين يالوم عالم نفسي شهير يحلل المشاعر المتناقضة التي تهاجمنا،أعجبني ذكر المترجم المصطلحات الأجنبية الشائعة لتحليل أي عرض يشعر به المريض النفسي...
أولا حالة ثيلما البالغة من العمر سبعون عاما والتي أصابها حالة التحول أو transference
تجاه معالجها النفسي الشاب ماثيو والذي أدخلها في حالة اكتئاب بعد أن عاشت معه قصة حب وهمية يحاول دكتور ارفين جاهداً إزالة شوائبها المترسخة في أعماقها