السبع الكبرى

نبذة عن الكتاب

كما يُقال، الكتاب يُقرَأُ من عنوانهِ، فهو يشير إلى الغزواتِ الشهيرة التي قادها النبي.. إن اختياري هذهِ الغزوات وبسط الكلام فيها لأنَّها السبع الكُبريات والأحداث فيها كانت الأهم والأضخم، ولأنَّ لها الثقل التاريخي والجيوسياسي حينها، ولأنَّ كلَّ واحدة من تلك الوقائع تُعَد مرحلة قائمة بذاتها مِنَ الكفاح لأجل إعلاء كلمة الحقِّ، لكني قبل الإبحار في الرائق الرقراق من خبر سيد القشاعم وصبِّهِ رضي الله عنه، تكلمتُ في محورَين مهمَّين رأيتُ البسط فيهما في هذا المقام حسنًا ممدوحًا، الأول: عن مفهوم الجهاد، وما يتعلق بهِ، أما الثاني: عما اشتبه عند النَّاس بسبب عدم طرحه بطريقة عصرية، وعدم إعطائهِ حقه من التبصر والتدقيق، فالمتقدمون في علم السير والمغازي رضي الله عنهتركوا لنا الباب مفتوحًا على مصراعيهِ لنبذل الجهود، ونُعمِل العقول ونطيل النظر والتحليل، والتركيز بشكلهِ الصحيح بخصوص (المغازي)، لذلك الطرح في هذا المحراب يكون بما يناسب الألباب ولغة عصرنا ومصطلحاتهِ ليناسب مقالنا طيب مقامنا بمصطلحات مما لا ينافي الشرع المبجل، ولا يخل بالنقل. أما مسك الختام، فكما قدمتُ وأسلفتُ؛ فيه إيراد أخبار الأخيار بأسلوب لطيف، طيب خفيف، وبعبارة متوسطة الطرح شذية العُرف، بعيدة عن الإيجاز المخل، منزهة عن الطول المُمل، لأضع أمام القارئ الحكيم أحداث السبع الكبرى بصورة مسبوكة أدبيًّا، شائقة لبقة مع مراعاة الصحة في المصدر والتدقيق في الجوهر ليكون هذا السِّفر حجة لقارئهِ وناقلهِ. والله أسال التوفيق والسداد، والله من وراء القصد.