بعد السهرة وقصائد أخرى

نبذة عن الكتاب

عرفتُ خوليو كورتاثر في المعسكر قبل حوالي ثلاثين سنة. لا أدري كيف دخلتْ إلى خيمتنا تلك الصفحة من جريدتنا التوأم، وفيها قصة قصيرة لكاتب مجهول بعنوان "رسومٌ على الحائط". كان الفريقان يتطاحنان، وكان المُغني في إذاعة المعسكر يخبرنا أن العنوان لم يتغير، لكننا أُخذنا بالنسيان. مازال الأصدقاءُ في الوطن، لكنهم سرعان ما ماتوا، أو هربوا إلى ديارٍ بعيدة. رحيلهم كولادتهم، ما ان يرحل واحدٌ حتى يظهر عشرة. كان من الصعب تخيل أصواتهم وهم يتحدثون هناك، عم يتحدثون؟ كانوا كثيرين، لكن الأرض افتقرت، ومازال أميرال الجواميس يسبح وحده في الفرات. وحينما قادتنا الأيامُ إلى الوقوف يوماً في طريبيل، طريبيل الحداثة، وطريبيل الخرافة، صرتُ أنظر إلى خطى كورتاثر التي تاهت في الثلج، كما تاهت خطاي في الرمال.