أخاف أن تسقط إحدى القذائف علينا، ما يدفع تفكيري إلى تخيل غد صغيرتي وسط هذا التوحش، وإلى أين هم ماضون؟
أساور مأرب
نبذة عن الرواية
دويُّ انفجاراتٍ هزّت ليل مأرب بصخبه المدوي. ضمّت "كنز" رضيعتها إلى صدرها، تهدهدها حتى استسلمت للنوم، ثم راحت تتلمّس جدران غرفتها المرتجفة تحت وطأة الأصوات المدوية. مدّت يدها تتحسس نافذتها الوحيدة، تحاول التقاط ومضات الضوء المنبعثة من الانفجارات، لكنّ الظلام كان كثيفًا، مشبعًا بروائح البارود ونباحٍ متفرقٍ يتردد في الأرجاء. عادت إلى صغيرتها، تمرغ وجهها بين طيات لفافتها، تستنشق أنفاسها العطرة، باحثة عن أمانٍ ضائع، أمانٍ تشتاقه ولا تجده.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 239 صفحة
- [ردمك 13] 9781916863873
- دار عناوين بوكس
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية أساور مأرب
مشاركة من نجيب عبد الرازق محمد التركي
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نجيب عبد الرازق محمد التركي
"أساور مأرب" للغربي عمران: مرايا الصراع والهوية في مجتمع محافظ
نجيب التركي
رواية "أساور مأرب" للكاتب اليمني الغربي عمران، التي صدرت عام 2025 عن دار عناوين، تقدم رؤية اجتماعية ونفسية معقدة حول المجتمع اليمني، متناولة قضايا شائكة تتعلق بوضع المرأة، والدين، والجنس في بيئة محافظة. عبر أسلوب السرد المتعدد الأصوات، تتبادل الشخصيات الرئيسية "Y" و "H" السرد عبر رسائل متبادلة، مما يخلق توترًا نفسيًا عميقًا ويمنح الرواية ديناميكية خاصة. هذا السرد المشترك يعكس معاناة البطلة منذ طفولتها، ليصل في النهاية إلى حالة مفتوحة تتيح تأويلات مختلفة.
الغلاف: جاء بتصميم يغلب عليه اللون الأسود، مع عيون لامرأة وُضعت بعناية. رغم تشابه التصميم مع غلاف رواية "مملكة الجواري"، فإن الكاتب لم يكن راضيًا عنه، إذ كان يتطلع إلى غلاف يتناغم مع روح الرواية الجديدة. ويبدو أن الناشر اختار التصميم الحالي لأغراض تجارية أو إيحائية.
تيمات الرواية
تتناول "أساور مأرب" قضايا عميقة تتعلق بوضع المرأة في المجتمع اليمني، حيث تعكس معاناة البطلة منذ طفولتها واقعًا اجتماعيًا معقدًا في بيئة محافظة. الكاتب يواصل في هذه الرواية استكشاف قضايا مألوفة في أعماله السابقة، مثل:
(المهمشون، الدين (بمستوياته الظاهرة والمضمرة)، الجنس)
توظيف هذه التيمات يمنح الرواية بُعدًا اجتماعيًا ونفسيًا، إذ لا تقتصر على نقل الوقائع، بل تغوص في أعماق الشخصيات وصراعاتها الداخلية.
البناء السردي والتقنيات الأدبية
تتبع الرواية نمط روايات الرسائل، حيث تتنقل بين ضمير المتكلم وضمير الغائب. هذه التقنية تعزز من تداخل الأصوات الداخلية، ما يساهم في بناء عمق نفسي وإنساني. في إحدى اللحظات، تكتب البطلة رسالة إلى شخصية "H" ليتم الانتقال لاحقًا إلى السرد بضمير الغائب، مما يعكس حالة التوتر الداخلي. رغم أن هذه التقنية تضيف بُعدًا نفسيًا مميزًا، إلا أنها قد تكون مربكة أحيانًا للقارئ إذا لم يتم تنسيق التحولات بين الضمائر بوضوح.
اللغة والحوار
لغة الرواية تتميز بلمسة أدبية قوية، لكن في بعض المواضع قد تُحسّ بأنها متكلفة أو بعيدة عن الطابع العفوي الذي يتطلبه الحوار. الكاتب لم يتبع بالضرورة وجهة نظر الروائية الأمريكية إيديث وارتون، التي تعتبر أن الحوار يجب أن يأتي في ذروة الأحداث كـ"رذاذ" قبل الموجة الكبرى للسرد. هذه التوجهات قد تؤثر على سلاسة الحوار وتطوره، حيث يبدو أن النص يعتمد في بعض الأحيان على أسلوب أدبي أكثر من حاجات الشخصيات في لحظات التوتر.
الإشكاليات البيئية واللغوية
رغم أن الرواية تدور في مدينة مأرب اليمنية، فإن الكاتب لم يوظف اللهجة المحلية في السرد أو الحوار. هذا الفقد في اللهجة قد يؤثر على الطابع البيئي للرواية. على سبيل المثال، جملة مثل "السلام عليكِ يا أختاه" قد تبدو غير ملائمة في السياق المحلي، ما يخلق فجوة بين الشخصيات وبيئتها المفترضة. كان يمكن استخدام تعبيرات أو تراكيب لغوية أكثر توافقًا مع اللهجة المحلية لتعزيز أصالة البيئة التي تجري فيها الأحداث.
إشكاليات البناء الفني
حاول الغربي عمران في هذه الرواية الخروج عن الأنماط السردية التي اعتادها في أعماله السابقة، لكنه في النهاية ظل داخل إطارها. ورغم المحاولة لخلق تجربة سردية جديدة، فإن الرواية تعيد إنتاج نفس القضايا والمناخات التي كانت حاضرة في أعماله السابقة. قد يشعر القارئ بأن الرواية لم تتجاوز قضاياها التقليدية، وإن كانت قد قدمتها بأسلوب سردي مختلف، مما يحد من تجديد التجربة الأدبية التي سعى إليها الكاتب.
التفاعل بين الأصوات
ما يميز الرواية هو تعدد الأصوات الداخلية، حيث تتناوب الشخصيات على السرد، مما يخلق تداخلًا في وجهات النظر. هذه التقنية تضيف عمقًا نفسيًا وإنسانيًا للنص، حيث يمكن للقارئ أن يشعر بتعقيد الصراعات الداخلية لكل شخصية. ولكن، على الرغم من هذه التنوعات، قد يتساءل القارئ حول مدى تأثر هذه الأصوات ببعضها البعض في تطور الحبكة. هل تمكنت الرواية من خلق علاقة متكاملة بين الأصوات، أم أن كل صوت ظل منعزلًا؟