علمني كثيرًا ولكني نسيت : مقولات مولانا بقية الخير
تأليف
محمد جاد هزاع
(تأليف)
حينما يختلط النور بالظلام، والأبيض بالأسود، والحلال بالحرام، والصح بالخطأ، والعام بالخاص، والعلم بالجهل، والحب بالحرب، وهكذا، يتعين على كل إنسان، لايزال يحتفظ، ولوبالحد الأدنى من إنسانيته، كما أرادها خالق الإنسان سبحانه وتعالى، أن يتوقف ليراجع منطلقاته، ووسائله، وغايته، حتى لا يتحول إلي مسخ، جاحد بنعم الله عليه، فيضيع، ويضيِّع هذه (الآلاء) و(المنح) أويوظِّفها في عكس ما خلقت له، فيستحق (البلاء) و(المحن) من قبل الله تعالى، ليس على سبيل (التعذيب)، ولكن على سبيل (التهذيب) والتذكير بمقتضيات الحكمة، التي خُلق بها ولها، وهي عبادة الله، وإعمار الأرض، وإفشاء السلام، والحق، والخير، والجمال، والحب وكل القيم النبيلة والمثل العليا من جانب، ومحاربة معكوساتها على قدر الاستطاعة، والوسع، والطاقة، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، أوما أتاها، من جانب آخر.