أصول الفسلفة: الجزء الأول والثاني
تأليف
أمين واصف بك
(تأليف)
فالفلسفة علم عقلي أساسه النظر والفكر، وبهما امتازت عن علة الدين القائمة على ما وصل إلينا من تبليغات الرسل عليهم السلام. ولقد أعجب أهلَ الفلسفة من المسلمين على قلة عددهم ما نُقل إليهم في القرن الثالث عن أرسطو وأفلاطون وغيرهما من فلاسفة اليونان، فزجُّوا بأنفسهم في المجادلات الدينية التي أثارها من ادّعى الإِسلام من شيع الفرس والأَعاجم، وحملهم الجدل ولدد العناد على الخلط بين العقائد الدينية وما لا ينطبق على أصول النظر، فانبرى لهم من بين الجماعة من دحض لهم بعض قضاياهم، وخاف الخلفاء شر الفتن فأمسكوا عليهم حريتهم وسقطوا في هاوية كانت خاتمة أمرهم في الإسلام، ولولا ذلك ما وقف أمام العلم والصناعة متعنت، ولا وقفت الحضارة الإسلامية عند حد محدود.