نخلة شافع : حكايا البحر والبحيرة
تأليف
انتصار عبد المنعم
(تأليف)
.... على كتفه ترتاح شبكته المثلَّثة، يمسك بذراعها الخشبي بإحكام، كي لا تنزلق إلى الخلف فيجرح شريطها المعدني ظهره. يخترق البحر، يتقدم رويدا رويدا، تثقله أحمال شبكته، تختفي ساقاه أسفل وجه البحر، يستقبل الموج بصدره العاري، يلقي بشبكته الجرّافة، يشق بها قلب البحر.
يجذب الجرافة إليه متقهقرا تجاه الشاطئ، ينخل بشريطها المعدني رملَ البحر، فتمر الرمال من عيون الشبكة الضيقة، وتبقى أم الخلول فيها.
يكرر ما فعله مرات، حتى إذا اكتفى، عاد إلى ظل القارب، يضع حصيلة صيده في قطعة قماش مبللة، يرتدى قميصه ونعليه على عجل، ينادي على صاحب عربة كارو يتأهب للتحرك، يسرع به إلى محطة القطار، يريد أن يلحق بالقطار الرشيدي المتجه إلى الإسكندرية. وهناك، يسير في الشوارع والأزقة، ينادي: أم الخلول الإدكاوي، حلوة يا أم الخلول!