ربع أنف ونصف أذن
تأليف
دعاء زيان
(تأليف)
«راجي عفو الخلاق الأسطى منصور الحلاق»، عبارة قيلت في أحد أفلام السينما المصرية القديمة، حيث أفلام الأبيض والأسود، التي جذبت كل الأجيال في ذلك الوقت حتى جيل الثمانينيات، إلا أن «منصور الحلاق» أخذ العبارة فور سماعها في التلفاز، وصممها في لوحة فنية بديعة، بخط كوفي خلاب، وضعها أمامه وعلى واجهةِ محله، يقول لزبائنه إن تلك اللوحة هي «وش السعد عليه»، فمنذ أن علقها وهو يقصد بها عفو الخالق سبحانه وتعالى، قد فتح الله عليه، وكثر رواد صالون الحلاقة الخاص به، وافتتح عدة محلات في المناطق المجاورة، وجميعها تحمل نفس اللوحة في نفس الأماكن.
كان «منصور» رجلًا هزيلًا، مع أنه يتناول أطنانًا من الطعام بأنواعه المختلفة، وخاصة اللحوم الحمراء، يبدو أن الدود المعوي كان رفيقه في قولونه، أو ربما هو من أصحاب الحرق العالي للدهون، ومع ذلك أصيب بمرض النقرس، أو ما يطلق عليه (داء الملوك)، وهو مرض لعين يسبب زيادة حمض اليوريك؛ فيؤدي إلى تورم في إصبع القدم الكبير، ويؤثر على مفاصل الجسم، مسببًا التهابات شديدة بها، إلا أنه ما زال غير مبالٍ، ويتناول اللحوم بشراهة.