أم نعيم
تأليف
عماد محمود الأمين
(تأليف)
وكان وجهه غريباً غير مألوف، فتستأنس إذا ما نظرت إليه كشقفة واحدة، وتستوحش إذا ما دخلت في تفاصيله، شعر مبعثر كقطّة تبلّل رأسها بالماء، عينان كبيرتان جاحظتان كعينيّ الضفدع، أنف صغير ضائع في وجهه الكبير المفلطح، وفم عريض يصل إلى أذنيه. وكان ملبسه لا يقلّ غرابة عن وجهه، بنطلون أخضر لم تعرف المكواة طريقها إليه، وقميص أحمر بهت لونه بمرور الزمن، وكان يغسلهما في المساء كلّما اتّسخا ويلبسهما في الصباح، وكان محبّاً لملبسه حريصاً ألّا يغيّره، فكلّ همّه كان في مكان آخر، الفيزياء، وفقط الفيزياء.