مراجعة كتاب
خمس خطوات للتعامل مع الصدمة النفسية :
تقرأ هذا الكتاب متأملا و مستخلصا دروسا وتطبيقات تزيد من مناعتك و صلابتك النفسية.
ومن منا من لم يعاني من صدمة ومشقة في حياته؟ ،
فالدنيا دار ابتلاء و إختبار.وما يهم هنا أن تدرك أن ما لا يقتلك من شأنه أن يزيدك قوة وصلابة.
الكتاب من تأليف الباحثة في جامعة كامبريدج اوليفيا ريميس، التي لبثت عقدا من الزمن في دراسة علم التعافي من الصدمات.
هذا الكتاب يأخذ بيدك عبر العديد من الخطوات نحو التعافي.ويلقي الكتاب بشعلة من ضوء تساعدك على إدراك أولوياتك وتدفع للتغيير.
الكتاب يهدف أيضا لامدادك ببصيص من الأمل.
يبدأ الكتاب بتعريف الصدمة : الصدمة هي إستجابة عاطفية لحدث صعب.
تظهر الدراسات أن مواجهة الصدمات تمكنك من تطوير قوة كالفولاذ وتعزز من قدرتك على تحمل ضغوط الحياة لاحقا.
ف " القوة الكبيرة تولد من رحم المعاناة الكبيرة "
تشير الكاتبة إلى ثلاث عوامل للصلابة النفسية :
١ - الإلتزام بحياة ذات معنى.
٢- السيطرة ،إيمانك بقدرتك على التأثير على مسار حياتك.
٣-التحدي وهو إدراك أن سنة الحياة هو التغيير و أن دوام الحال من المحال.
تؤكد الكاتبة على أهمية الامتنان ودورة في التعافي
شكر النعم و الإنتباه لكل ما هو جيد و إيجابي في حياتنا يصنع فرقا
وتمدنا الكاتبة بمجموعة من الاستراتيجيات التي تكفل زيادة جرعة الامتنان في حياتنا.
وتنتقل بنا في فصل آخر لتحدثنا عن أهمية العلاقات والدعم الاجتماعي في طريق التعافي.
وتستشهد هنا بكثير من الدراسات التى تدل على أن الدعم الاجتماعي و العلاقات الجيدة هو طريقك لحياة جيدة وسعيدة.
و في الفصل السادس من الكتاب نتعرف على دور المرونة والتطور في مواجهة صعاب الحياة و صدماتها.
وتساعد المرونة في تخطي الصدمة والمشي قدما
وتشير الكاتبة الي بعض الخصائص التي يتصف بها الشخص المرن كاحترام الذات والتحلي بروح المرح في مواجهة الصعاب.
"لحظات المشاعر الإيجابية كالامتنان والضحك غير المتوقع تمنحنا بعض الاستراحه من الحزن والصدمة والمعاناة "
تدعوك الكاتبة إلى الانفتاح على العالم واكتشاف الفرص وأهمية المشاعر الإيجابية
" حين تنتابنا المشاعر الإيجابية فإننا نتحفز لاكتشاف أفكار جديدة ونفكر في الامكانيات".
تفسيرك للحدث بشكل إيجابي والابتعاد عن التفسير السلبي للحدث من العوامل المساعدة لتخطي الصدمة
وقفت هنا متأملا حديث رسولنا الكريم :
عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
و تنصحك الكاتبة كذلك بعدم التركيز على المشكلة بل على خطوات حل المشكلة.
وتأخذنا الكاتبة في رحلة ماتعة بحديثها عن الأمل و دوره الجوهري في التعافي.
" الأمل جسر بين منحدرين أحدهما يمثل التعاسة والآخر حياة جديدة .وهو يمنحك القوة لمؤمن أن وضعك سيستحسن حتى في أسوأ الظروف ".
" الأمل هو النور الذي يساعدنا على الاستمرار حتى في أحلك الأوقات ".
اوكما ذكر ابو العلاج المعرفي السلوكي آرون بيك : " اليأس أمر يمكن تغييره".
الكتاب سلس وبسيط ومفيد للمختصين وغير المختصين.
أعجبني طريقة الكاتبة في تلخيص الأفكار الأساسية في نهاية كل فصل.
واعجبني انه يدلك على تطبيقات عملية بناء على دراسات علمية من مصادر موثوقة.
أحب أن أختتم هذة المراجعة بهذا الاقتباس:
"فتشت عن السعادة لسنوات ولم أجد لها مصدر دائما.لكني أدركت ذاك الصباح أن السعادة يمكن أن تكون هدوءا أو سكينة أو طمأنينة".
