مخيال معيوف
تأليف
عبدالهادي الجميل
(تأليف)
" شعر معيوف بقربه من المستشفى الأمريكاني. ظنّ، منذ أن ركب اللوري، بأنه قد ابتعد كثيرًا، فإذا به على بُعد ثلاث دقّات فقط. سيأخذه هذا الرنين الغامض إلى الأمريكاني. فكّر معيوف مُستدركًا: كان الرنين غامضًا خلال استماعه له كل صباح، آتٍ من بيوت البدو وهو جالس على جذع شجرة الأثل المنحني، لكنه لم يعد غامضًا ما دام سيأخذه إلى إيفلين وآدم وتل السعادة. كلّهم على بُعد ثلاث دقّات متأنية ومنتظمة. واصل الركض وقد أزاح صوت الرنين الساحر أصوات احتكاك قدميه بالرمل والنباتات ولهاثه ودوي دقات قلبه في صدره، ونداءات خلف من خلفه. اختفت الصحراء والظلام وخلف، وبزغ المستشفى الأمريكاني وأشجار التل ووجه إيفلين من بين ثلاث دقّات قوية متأنية ومنتظمة ثم عدة دقات ضعيفة ومتتالية. "