مسيرة لا تنتهي 5
تأليف
نصري الصايغ
(تأليف)
دخلت السياسة من باب الالتزام بقضايا حفظتها في الصميم الوجودي. انتميت وانحزت. انحزت في الكتابة السياسية، تأسيساً على وقائع وظروف وأحداث، وليس، انطلاقاً من عقائد وأحلام وآمال ورغبات... المجتمع الواحد، ليس واحداً. هو متعدد بتنوع قواه والمواقع والأهداف. المجتمع مختبر يتناوب فيه العادي والجدي والجديد و.... الفشل. الخريطة العربية، كانت في مرمى قلمي. غامرت بمعرفتها بدقة متفاوتة. لبنان كان أولاً، كونه الأكثر سخونة ودموية والمتابع لسقوطه المريع. فلسطين كانت أولاً. كونها قضية القضايا. بسببها أصيب العرب بالسقوط الطوعي في متاهات التبرير وجرأة التحرر من فلسطين، وليس تحريرها. سوريا كانت قوتها، لكن في لبنان، بعد حروب تسلط فيها العنف والأمن. لم نكتب بالدبوس، إلا بعد انسحابها القسري من لبنان. العراق، إحدى بوابات جهنم. كارثة الهزائم والاحتلالات والنهب.
ولأني عشت في باريس زهاء ثماني سنوات. تمرنت فيها على الوضوح والصرامة والقول. عرفت أن ما يقال في باريس ممنوع في عواصم الصمت العربي والقهر المعرفي.
لا صحافة حرة في عالم عربي مزنر بالممنوعات والعقوبات. أحياناً كنا نكتب بالماء. لا طعم ولا لون ولا رائحة. وأحياناً جازفنا متخفين بعباءة التخمين والتورية.