أسفار الأرواح

نبذة عن الرواية

يولد الإنسان محمَّلًا بأسئلة تبحث عن إجابات، لكنها ليست دائمًا إجابات جاهزة أو واضحة. منذ الطفولة، كنت أشعر بحدسي أن هناك حقيقة أعمق مما لقِّنَّاه، حقيقة تتجاوز ما يُقال لنا وتلامس جوهر الوجود نفسه. لم أكن أفقه ماهيتها حينها، لكنني كنت أشعر بها، تناديني من بعيد، تدفعني للتساؤل: ما سرّ الكون؟ ما جوهر الخير والشر؟ ماذا تعني الحياة والموت؟ وأين تنتهي حدود النفس وتبدأ الروح؟ أحيانًا، أشعر وكأن هذه الأسئلة لم تكن وليدة أفكاري، بل هي التي كانت تبحث عني، تتسرب إلى عقلي كرسائل غير مرئية تنتظر من يترجمها. نحن لسنا كائنات منفصلة كما نظن، بل أجزاء من نسيج كوني واحد، لوحة فسيفسائية عظيمة تتداخل فيها الأرواح والنفوس، تعكس بعضها بعضًا. إذا جُرح أحدنا، اهتزّت اللوحة بأكملها، وإذا أشرقت روح، أضاءت الطريق لغيرها. في هذا الاتساع اللانهائي، لسنا سوى مرايا تعكس الحقيقة لمن يتأملها بعمق.