صناعة الاسطورة : حكاية التمرد الطويل في جبل لبنان - عبد الرحيم أبو حسين
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

صناعة الاسطورة : حكاية التمرد الطويل في جبل لبنان

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

أسئلة صعبة يطرحها هذا البحث حول علاقة «المناطق اللبنانية» بالسلطنة العثمانية. يتمحور الكتاب حول «التمرّد الطويل» الذي صنع لبنان الكبير، على مدى أربعة قرون في مقاومة العثمانيين، هذا التمرّد الذي غيبتّه المصادر التقليدية اللبنانية. لماذا وكيف حدث هذا «التمرّد»؟ والسؤال الأهم: من قاده؟ وما تأثيره في خلق البيئة السياسية والعسكرية التي مهّدت لنشوء «متصرفية جبل لبنان» المفترض أنها المدخل لقيام لبنان الكبير؟ يقدّم هذا الكتاب قراءة خاصّة عن كيفيّة تشكّل لبنان مستنداً إلى مصادر لم يسبق استعمالها من قبل، ولاسيّما مواد الأرشيف العثمانيّ. عبد الرحيم أبو حسين أستاذ في دائرة التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت منذ عام 1982. عمل أستاذاً زائراً في عدد من الجامعات الأميركية والعربية. منحته «الجمعية التاريخية التركية» عام 2013 العضوية الفخرية لإسهاماته في حقل الدراسات العثمانية. صدر له عن دار الساقي: "صناعة الأسطورة: حكاية "التمرّد الطويل" في جبل لبنان".
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 1 تقييم
48 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب صناعة الاسطورة : حكاية التمرد الطويل في جبل لبنان

    1

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    يفند مؤرخنا السردية الشائعة التي اعتمدت مراجع قليلة غير معاصرة مع قراءة قومية موجهة، تقرأ التاريخ بأثر رجعي لصناعة أسطورة قومية تتمظهر في صنع سلالة حاكمة مع إسباغ الشرعية عليها، أسطورة قومية انتقلت إلى أروقة المدارس، وأصبحت تعبيرًا مبكرًا عن القومية العربية رغم الصلات والتمويل والتأثير والدافع الأجنبي الأوربي

    ينتقد عبدالرحيم أبو حسين في هذا السفر الصغير العديد من الأساطير القومية حول تاريخ لبنان، بل ويقلب المقولة السائدة بأن العلاقات العثمانية الدرزية كانت على الدوام علاقة تعاون، معتمدًا في ذلك على الأرشيف العثماني من دفاتر المهمة والمراسلات

    يسرد حكاية التمرد الطويل الذي طبع حوالي قرنين، تمردًا درزيًا ضد الدولة استمر منذ عام 1518 إلى 1697، لعبت فيه المؤثرات الأوربية دورًا مركزيًا وكان أحد أدواتها في الصراع مع العثمانيين

    في المرحلة الأولى من التمرد (1518-1585) كان الدعم من البندقية، وبانتهاء هذه المرحلة إثر الاستيلاء على قبرص القاعدة المتقدمة للبندقية 1570، ثم حملة ناجحة شنها العثمانيون بقيادة إبراهيم باشا؛ انتهى دور البندقية في تغذية التمرد وانتقل التأثير إلى توسكانيا، لتبدأ المرحلة التوسكانية من التمرد استمرت إلى 1697

    بدأت المرحلة الثانية مع فخر الثاني أو المرحلة التوسكانية مع دعم بابوي، وحشد واحتفاء ماروني بالداخل

    كان فخر الثاني من آل معن هو وريث العائلة ووريث التمرد فهو ابن قرقماز بن فخر الأول أحد المتمردين المتصلين بالخارج، وقد شارك ثلاثة أمراء من ذات البيت في التمرد الأول 1518، أعقبه غزو فاشل لميناء بيروت من البنادقة 1520

    ثم تواصلت التمردات التي استغلت الجغرافيا حيث الموقع الجبلي والساحل -وإلى هذه النقطة تحديدًا تشير الوثائق العثمانية التي تنبهت إلى خطر الساحل وأشارت إلى ذلك صراحة- إذ عمل البيت المَعْنِي في التجارة مع البنادقة في ظل الدولة المملوكية لذا كان التمرد الأول تحت مظلة فلول مملوكية وتأثير البندقية لأن العثمانيين قد حظروا تصدير القمح والقطن الذين تعتمد عليهما البندقية وعمد الدروز إلى شراء بنادق أفضل مما يملك العثمانيون وبأعداد رهيبة، سواء كان ذلك عبر الساحل أو من تجار محليين خرقوا الأمر بالتصدير والأمر باستيراد السلاح

    كان هذا التمرد الطويل المسكوت عنه عمدًا من المؤرخين المعاصرين كإسطفان الدويهي البطريرك الماروني أو أحمد الخالدي المؤرخ الشخصي لفخر الثاني يخفي وراءه الدور التوسكاني الهادف إلى حملة صليبية مع "أسطرة" فخر الدين كوريث لسلالة صليبية ووعود بعودة السكان إلى دينهم الصحيح وفق آمال كرسي البابوية، لكن الواقع أن هذا التمرد كان الخطوة الأساسيّة التي مهّدت لقيام متصرفية جبل لبنان 1861، وهو الكيان السياسي الذي قام حوله لبنان المعاصر لأنه لا وجود للبنان الأبدي هذا يمكن تبينه قبل الحكم العثماني كما يقول المؤلف

    أعقب نهاية فخر الدين السياسية 1633 ثم إعدامه 1635، انتقال الوراثة إلى ملحم ابن أخيه الذي سعت توسكانيا لإنقاذه إلى أن ثبته العثمانيون وورثه ابنه أحمد حتى وفاته 1697، لتنشأ إمارة الشهابيين الذي ينحدرون من السلالة المعنية عن طريق النساء بعد انقراض سلالتهم دون ذكور، وأتاح لصعود تلك الإمارة الحرب المستمرة بين العثمانيين والنمسا ثم الهزيمة العثمانية، مما أعطى لجبل لبنان طابع الإمارة الوراثية، وهو ما غذى بالطبع التصورات القومية

    بنت تلك التصورات القومية مقولاتها على لقاء مفترض بين سليم وفخر الأول، يجعل وصول العثمانيين إلى الشام كان لتثبيت كيان سياسي قائم بالفعل، وهو لقاء لم يتم إذ توفي فخر الأول قبل وصول سليم للشام بعقد كامل

    لكن الأسطورة لم تقف عند هذا الحد بل أنشأت أصولًا للبيت المعني تعود إلى ما قبل الإسلام، ووجود في لبنان من بدايات القرن الثاني عشر

    لذا كان حيدر الشهابي يورد قصة لقب "سلطان البر" الذي منحه سليم لفخر الأول الميت قبل عقد وعينه صوب إمارة الشهابيين كوريث، حتى أن كمال صليبي نقد تلك "الأسطرة" حتى في طوره الأول، فالوجود المعني كان أواخر القرن الخامس عشر لا بدايات القرن الثاني عشر، وليس ثمة وجود لتنشئة مارونية لفخر الثاني، إذ كانت تلك أسطورة أخرى وقراءة لاحقة لشرح العلاقة القائمة مع آل الخازن

    بالجملة فإن الكيان اللبناني في عهد بشير الشهابي الثاني اعتمد على أسطورة فخر وبيته كمحاولة تفسير تاريخي كماضي متوارث واعتراف مستمر وشرعية تاريخية تتجاهل أن ذلك كان ترتيبًا مؤقتًا يجدد سنويًا، مع تبرئة من تهمة التمرد وعزوها إلى اضطهاد العثمانيين مع صمت تام عن دور البندقية ثم توسكانيا وكرسي البابوية في روما، وهي الرواية التي اعتمدها القوميون العرب والوطنيون الداعين إلى لبنان الكبير فكانوا وسيطًا محليًا لروايات غربية نقلوها عبر الوسيط المدرسي لأن تكون الرواية الوحيدة والشعبية والحصرية ثم تصير أسطورة راسخة.

    #معرض_أبجد_الإلكتروني

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات