ما قبل التخلّي
تأليف
نبيل مملوك
(تأليف)
أخبرتها أنّ ابتسامها وسمارها قصيدة، هما أكثر من قصيدة لكنّ اللغة تتركني كأنّي مجرّد طفل خرج من رحم المعاجم قسرًا، أقرأ كلماتها وأشعر بنعومة الحقيقة وهي تسقي الصفحات البيضاء٬ أتابع حركتها الافتراضيّة لأبدّد سكوني وأسألني وسط كلّ هذا الهمود الذي يحطّ على بلاطات صدري: هل بدأت الحياة تعود إليّ؟ هل أنا ضحيّة حروب لم أخترها؟ أم هي الحرب التي لا أتابعها تصيغ على طيفي مقطوعاتها الدخانيّة...
أنتظر ردّها بهدوء تمامًا كانتظار دقّات القلب الصاخبة، والموسيقى التي كانت تتسكع مثل «زوربا» في أزقّة مسمعي، فالقطار الذي يدهسني كلّ يوم سيشيّع طيفي مرّة أخرى نحو حياة أحلم بأن تكون ورديّة.