سئمتُ النظر في الغياب
رشفة من العطش
نبذة عن الكتاب
وحدكَ دوماً تذرعُ الحياة على شكلِ تجاعيدٍ للفراق، تهزهزُ نايات قلبكَ بالوداع، وحدكَ العنيدُ يفزعكَ النسيان، تندمُ كثيراً ولا أحد يبرمج اناتك بالنعاس، وحدكَ تنتظرُ ولا أمل يريحُك، غاضبٌ في اللحظات الأولى ولا أثر لغضبك بعد هنيهة، أيُّها المستحيل في المنافي، الخاسرُ داخل حلزون الارتشاف، مليءٌ بكل ما يمكن عدّه في حرف المرِّ، يحزُّ داخلك النهارُ والليلُ ولا بُعدَ باستطاعتك تحمّله، يا غربال منتصف القطيعة، ليتكَ لمْ تولد أبداً لتنعى روحكَ المثيرة للهزائم، ها هو الوقت يبقيك شاهدٌ على حادثة تلملمك النيران بعدها، ندبة عند عتبة الاحتشاد، يضيعُ التكلف في خطاك، تتصرف الأقاصي في جسدكَ الحائر.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 143 صفحة
- [ردمك 13] 9786259800578
- مرفأ للثقافة والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًامراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rabab Mohamed
لا أحب الكتب التي بها تجاوزات شرعية مثل التكلم عن الذات الإلهية بشكل غير لائق
-
إبراهيم عادل
تجربة أخرى مختلفة ومغايرة تمامًا، تمزج الواقعي بالمتخيل، ويسعى الشاعر من خلالها إلى رسم عالم آخر، غير مألوف، فيما تحضر تفاصيل حياته اليومية، كأنما رغمًا عنه بين كل نص، وفي كل مرة.
يطالعنا منذ البداية بتساؤل "ماذا لو لم أكن شاعرًا جيدًا؟!" ويعدد تلك الطرق التي يمكن أن تكون مفيدة أكثر في تقديره، ولكنها تحمل ذلك الطابع المجازي، نجارًا للقولب الصدأة، أو طبيب كسور لترميم اللعنات، أو رياضي يركض نحو الهدف اللامرئي، يبدو على القصائد ذلك الشعور الذي يرواح طوال الوقت بين الحياة والموت، فالحياة ترتطم بسيارة مستعجلة، ويرى الشاعر/البطل نفسه بعد أن انتهت تلك الحياة وما يمكن أن يفوته فيها.
يحضر الموت بين قصائد ضياء، الذي نعرف من سيرته فيما بعد أنه عراقي، ولكن كل الشعراء في الهم عرب، فنجد الشهداء وملابس الأصدقاء التي تقطر دمًا، حتى يقول (أنا كل الثكالى/ أجمع نجيب الأرامل والأمهات والأطفال الضجاين بالبكاء/وألطم وجهي على وجهي .. أنا اللون الأسود المتورم الساكن في الحواف/ تلهو الرياح بي ويشكر الغرق طرقي)
ولكنه يتمكن من التخلص من كل تلك المشاهد واللحظات القاسية بحالة من التأمل من جهة، أو الفانتازيا من جهة أخرى، فاهو يتساءل "هل جرب أحدٌ تقبيل يدٍ الكترونية؟" وينتقل بنفسه إلى رجلٍ يحقق الأحلام والأمنيات بالكلمات، (وحدي من أحب الغابة بأغصانها/وانفلت الوجود من يديه، وحدي من عبأ الكراريس بالنجوم وصيّر الأرض نعشًا/ وأنبت في الفضاء اسمًا..)
وهكذا تتحول القصائد عند ضياء إلى محاولاتٍ جديدة لاختراع العالم، وتبني الأشياء عوضًاعن الأحياء، وتظهر الشاعرية ببراعة في بعض المقاطع التي تحمل هذه الحالة وترتقي بالخيال بعيدًا، فالشاعر/القصيدة هي "الاحتطاب/لانار تشعلني /غير ندى الرفاق" ورغم أن القصئاد تغص بالوحدة والأسى، فإنه قادر على خلق الحالة الشعرية من كل ذلك، وتأمل الموجودات والمآسي وكأنها حالة طارئة يمكن تجاوزها، ولو بالكتابة، وحينها تحضر الحبيبة بكثافة:
(( أقطنُ في قرية تسمى العالم/ جميعُ سكّانها يشربون الماء ليعيشوا/ إلاي
أشربُ أنفاسكِ المرمية في الطرقات / لأواصلَ يومي…/ لذلك، أنا ماهر في تتبع رحلتكِ رغم المسافات
ولا حاجة لأبصر / الأنفاسُ هي من ترشدني / الطريق.
لأوّل مرة / أنتقي ملامحي جيداً/ أضحكُ وأضعُ وجهاً أستخدمه أمام الكاميرا
شريدٌ وكلُّ خطواتي عناق/ أتكلم كثيراً في الحبِّ/ أقرر دوماً وعوداً أكبرُ منّي/ لذا فضلت مشاهدة السعادة على رفوف الظلام❝