كتابة البحث العلمي : مبادئ ونظرات وتجارب
تأليف
عبدالله بن سليم الرشيد
(تأليف)
" وما الجديدُ في كتابٍ عن (البحثٍ العلمي)، وكتبه تملأ الرفوف؟
هذا اعتراضٌ يرِدُ على كثيرٍ مما يُؤلَّف، والجوابُ أن الكلمةَ لا تنفَدُ في البحثِ العلميّ؛ لأنه نتاجُ عقولٍ متّقدة، ومناهجُه متجدّدة، ومذاهبُ أهلِيه متواترة، والمتعلّقون به كثُر، والمتنعّمون بظلاله لا يفتؤون يتقلّبون في رياضِه:
وعلى تفنّنِ واصفِيهِ بحُسنِه يفنى الزمانُ وحُسنُه لم يوصَفِ
وحسبُ الباحث، إذا لِيمَ على انصرافِه إلى البحث، والكتابةِ فيه وعنه، أن يُنشِد:
لوَ اْنّ ليَ الدنيا وما عُدِلَتْ به و(جُمْلٌ) لغيري، ما أردتُ سوى (جُمْلِ)
في هذا الكتاب طِماحٌ وتطلّع، طِماحٌ إلى ضبط البحث العلمي بضوابطَ ترقى به، وتطلُّعٌ إلى إيقادِ ضوءٍ، لعلّ ساريًا يقبسُ منه. وفيه، بعدُ، تجاربُ ونظراتٌ أفضى إليّ بها ما رأيتُ وما سمعت وما قرأت:
وجرّبتُ ما جرّبتُ منه فسرّني ولا يكشفُ الفتيانَ غيرُ التجارِبِ
ولا أزعم الجِدّةَ فيما كتبتُ، ولا أدّعي خلوَّ الكتابِ من الهَناتِ، ولستُ بالذي يعذرُ نفسَه على الخطأ، ويحيصُ عن الإقرارِ به:
فما حسَنٌ أن يعذرَ المرءُ نفسَه وليس له من سائرِ الناسِ عاذرُ
ومن لي بأن يصدُقَ قولُ ابنِ الروميّ على كتابي، فتلك غايةٌ عزيزة، ودرجةٌ في الفضل شاسعةُ المرتقَى:
إنّ التي أَسديتَها ريـحانةٌ أنشأتَها لا بدَّ من أن تَنفَحا "