حي الطوافرة
تأليف
إيمان الدرع
(تأليف)
لم تكد قدماه تطآن حيّه القديم - حيّ الطوافرة - بخطوات بطيئة رتيبة، يسمع صدى نعله فوق الأرض المرصوفة بالحجارة لفرط السكون والذهول، حتى رصدته العيون وتناقلت الألسن الخبر:
- شاهين الأكحل عاد، عاد إنه هنا، هاهو يدخل، إنه هنا.
الفضول ملأ بيوتات الحي، فتحت النوافذ، وتواربت الأبواب، وهي ترقب خطواته، تسأل عن اتجاهه بعد هذا الغياب.
سارع بائع الأنتيك، والتحف، إلى معانقته:
- أهلا بابن الطوافرة مرحبا بك بعد غياب، اشتقنا يا أكحل، اشتقنا.
كان صامتا متحجّر النظرات وقد سيطر عليه هاجس واحد جاء يبحث عنه:
- أينها؟؟ أينها؟؟ قل لي أينها (ولم يضف أي حرف آخر
أشار التاجر بيده: - إنها هناك، تسكن هناك.