اعترافات فيلسوف صغير

نبذة عن الكتاب

كان لنكبة عام 1898، حين فقدت إسبانيا آخر مستعمراتها وراء البحار وانكمشت من إمبراطورية عظيمة إلى دولة صغيرة، تأثير عميق في الوجدان الإسباني، لا سيما بين النخبة المثقفة. ومع هذا التحول الجذري، انبرى الشعراء والكتاب والفلاسفة والفنانون لمواجهة الواقع الاجتماعي والسياسي الجديد، متكتلين في مجموعة أطلق عليها قائدها الفكري، خوسيه لويس مارتينيث، المعروف باسمه المستعار أثورين (AZORIN)، اسم "جيل 98". أما هذا الكتاب، الذي ألفه أثورين عام 1903 عقب النكبة مباشرة، فهو ليس مجرد سيرة ذاتية تقليدية، بل هو فسيفساء أدبية تنبض بالحياة، حيث يعيد الكاتب تشكيل أبرز محطات طفولته وشبابه بأسلوبه الخاص. وبين طياته، سيجد القارئ أماكن تركت أثرًا في حياته، وشخصيات كان لها دور في تشكيل وعيه خلال مراحله الأولى. يقول أثورين عن كتابه: "لن أسرد طفولتي ومراهقتي لحظة بلحظة، أو حدثًا بحدث. لا أرغب في أن أكون دغمائيًا أو تقليديًا. سأنتقي من ذكرياتي تلك اللحظات المتوهجة، التي وإن بدت متفرقة، إلا أنها تتيح لي تدوينها بحرية، ليقرأها القارئ بإحساس مرن ومتدرج وبريء." "اعترافات فيلسوف صغير" ليس مجرد حكايات من الماضي، بل لوحات نابضة بحياة كاتب ترك بصمة لا تُمحى في الأدب الإسباني، وألهم بفكره وإبداعه ليس فقط "جيل 98"، بل أيضًا الأجيال التالية من أدباء القرن العشرين.