مدرسة السيدات
تأليف
أندريه جيد
(تأليف)
باسل صابر ميخائيل
(ترجمة)
فاطمة البلوشي
(إعداد)
7 أكتوبر 1894
عزيزي،
يبدو وكأنني أدون لك خطابًا، فأنا لم يسبق لي أن سطرت يومياتي، ولم أعكف كتابة شيء باستثناء بضع رسائل، ولولا أني التقي بك يوميًا لكتبت إليك الكثير من الخطابات دون أدنى شك.
ولكن إذا شاءت الأقدار وفاضت روحي إلى بارئها قبلك (وهذا ما أتوق شوقًا إليه، فالحياة دونك تبدو بالنسبة إليَّ صحراء جرداء قاحلة) ستقرأ بالطبع هذه الأسطر. يُخيل إليَّ أن بقاؤها في حوزتك سيهون عليك ثقل الأيام ويخفف لوعة الفراق. غير أنه كيف نفكر في الموت والحياة برمتها لا تزال أمامنا؟ منذ أن تعرفت عليك، أقصد منذ أن همت عشقًا بك، بدت الحياة لي متوهجة مفعمة بالجمال بالغة النفع ذات قيمة عظيمة حتى أنني لا أود فقدان أي لحظة منها.
في مدرسة الزوجات، تحمل جينيفييف بين يديها أسرار والدتها الراحلة، إيفلين. بعد وفاة الأم خلال وباء أثناء الحرب العالمية الأولى، ترسل جينيفييف يوميات والدتها إلى الكاتب أندريه جيد، كاشفةً عن خفايا علاقتها المعقدة بزوجها روبرت. ما يبدو للوهلة الأولى كحكاية زواج عادي، يتضح أنه صراع بين حبٍ مكبوت وأفكارٍ متحررة بدأت تنمو في روح إيفلين.
جينيفييف، التي نشأت في ظلال هذه العلاقة المليئة بالتوترات، تعترف في رسائلها بمشاعر غامضة، لتكشف أن الأسرار لم تكن تخص الأم وحدها.