المشهد الثقافي العربي

نبذة عن الكتاب

من غير الممكن تحقيق المستقبل دون تنمية، ولا تكون التنمية حقيقية إلا عندما تضع الإنسان في قلب أولوياتها، وتعتمد على ثقافة المعرفة والانفتاح الفكري على كل جديد، مستندة إلى الحُجة والبرهان، ومكرّسة لاحترام التعددية وصون حرية التعبير. لقد أصبحت مؤسساتنا الثقافية وروّادها حاملي هذه الآمال، ومسؤولين عن تحقيق هذا الرجاء. ومن هذا المنطلق، يقع على عاتقنا جميعًا أن نُسهم في انفتاح واستدامة مؤسساتنا الثقافية والتعليمية، ونعمل بكل ما أوتينا من طاقة لجعلها منارات للأمل، حيث تتجدد فيها شرارة الإبداع، وتنطلق طاقات الشباب، موجّهة إمكاناتها نحو الإقدام والتقدم. إننا بحاجة إلى أجيال تحمل راية المعرفة، لا كمستهلكين للتكنولوجيا فقط، بل كمُنتجين للعلم وصانعي المستقبل. وما أحوج الثقافة العربية اليوم إلى هذا الانفتاح والإبداع، للخروج من دوائر التشرذم والانهزام، وبناء القدرات التي تُمكّنها من مواجهة العالم بنديّة وثقة، بعيدًا عن الانبهار أو الانكسار، بل بعقلية تحترم الآخر وتُقدّم عطاءً متكافئًا يُثري الحضارة الإنسانية.