وثبة الشرق
تأليف
إسماعيل مظهر
(تأليف)
مع دخول القرن العشرين، كانت الدولة العثمانية تعاني من ضعفٍ شديدٍ ووهنٍ متزايد، حتى باتت أشبه بمريضٍ مُسنٍ ينتظر الجميع زواله ليتقاسموا إرثه. ومع تفاقم الأزمة، بدأت الأصوات المُطالِبة بالتغيير تتعالى، فانقسمت بين تيارٍ يرى إمكانية الإصلاح من داخل النظام، وآخر متطرفٍ يرى أن الثورة الشاملة والتحرر من القيود والموروثات هو الحل الوحيد.
وبسقوط الخلافة العثمانية، تَوجَّهت الأنظار إلى تركيا الحديثة، التي قطعت أشواطًا على طريق النهضة والتحديث. رأى بعض المفكرين، مثل كاتب هذا الكتاب، أن اقتفاء أثر التجربة التركية هو السبيل لإصلاح دول الشرق، فظهرت أطروحاتٌ تدعو إلى القطيعة مع التراث والتقاليد، بعضها كان حادًا ومتطرفًا، إلا أنها لم تخلُ من بعض الوجاهة في طرحها. وفي النهاية، يبقى الحكم للقارئ ليقيّم هذه الرؤى بموضوعية.