يتشهاك اللسان
تأليف
حسن نجمي
(تأليف)
حسناً فعل الشاعر حسن نجمي، عندما استبعد كلمة الإيروتيكا من عنونة كتابه الشعري الجديد. إنه يريده كذلك، ويعلنه،ولكنه لا يريد أن يكون "تحديد الغرض الشعري" هو مفتاح الدخول إلى مكامن الشهوة والغواية، إذ إن النص سيتعرض عندئذ لاختبار ملحاح لقدرته على وضع الجسد في تجلياته الأكثر انفلاتًا رهن إشارة استيهاماتنا المتوثبة.
"يتشهاك اللسان" هو إذن المفتاح الذي اختاره الشاعر لإشراكنا في هذه التجربة المثيرة، عبر أربع مقاطع (طوق الذئب، حيطان الليل، برجُ الحَمَل، وخطوات الذئب). وبهذا العنوان يضعنا الشاعر منذ الخطوة الأولى أمام التَّمَاسِّ الحادّ بين المجال الحسي في تشهي اللسان، عندما يكون مسباراً لاكتشاف جسد الآخر، والمجال الشعري، عندما يكون اللسان أو اللغة طريقة "فوق-جسدية" للإمساك بتفاصيل اللذة، إمكاناتها واستحالاتها، النسبي فيها والمطلق، المتحقق والموعود. إنه تقاطعٌ وتوازٍ، صلة نهمية، افتراسية (ذئبية)، وأخرى بلاغية، تعبيرية، وشعرية في نهاية المطاف. يحتاج المرء أثناء الاندماج الحسي إلى لقاء مع الكلمات،لاستبقاء ما يهرب من اللذة، ويحتاج إلى البقاء مأسورًا في حماها للعثور على "فتوة الكلمات".
"تركت لساني في فمك
وكانت للسانكِ فتوةُ الكلمات". محمد الأشعري