كيميت الأرض السوداء

نبذة عن الرواية

نظر إليّ بتمعّن وكأنه يتأكد من مدى اهتمامي، ثم تابع بصوت خافت لكنه مليء بالحيرة: "في البداية، كنت أظنها مجرد أحلامٍ عابرة، لكن الأمر ازداد غرابة... كل ليلة، كانت تأتي إليّ بنفس الثوب الرمادي البالي، وعيناها الغارقتان في التجاعيد تلمعان بضوء غريب، وتكرر نفس الكلمات: "أنت الفارس... المهمة لك... لا تتراجع." حاولت تجاهل الأمر، لكن رؤاها بدأت تتداخل مع يقظتي. كنت أراها حتى وأنا مستيقظ، تلوح لي في زوايا الغرف المظلمة، أو تنعكس صورتها في مرآتي للحظات قبل أن تختفي. بدأت أشعر وكأنها تطاردني... كأنها تحاول دفع شيء إليّ، شيء لم أفهمه بعد." توقفت للحظة، ثم سألته بنبرة يملؤها الترقب: "وهل عرفت ما هي المهمة؟ هل تواصلت معها؟" ابتسم ابتسامة باهتة، وقال بصوت متردد: "ليس تمامًا، لكن شيئًا ما يخبرني أن الليلة القادمة ستحمل الإجابة..."