حكايات العمر

نبذة عن الكتاب

الموت والحياة يندمجان في معنى واحد: عبثية الأشياء، وأن السعادة تكمن في الانغماس التام في اللحظة الحاضرة، دون الالتفات إلى الماضي أو انتظار المستقبل. لكن ماذا عن الكتب؟ هه! خرج من بينها «دوستويفسكي» يعاتبني برقة: كيف تلقي بي جانبًا؟ أنا الذي علمتك كيف تتعامل مع المرأة، ليس بالصدق والصراحة، بل بالمجاملة والملاينة والمراوغة! شعرت بالخجل، لكنه تلاشى ليحل مكانه «تشيخوف» و«جوجول»، لم ينطقا بكلمة، لكن نظراتهما الملتهبة كانت كافية لتأنيبي. ثم ظهر معلمي الأكبر، «مكسيم غوركي»، مرددًا عبارته الخالدة من مسرحية «الأعماق السفلى» (أو كما سماها المترجم العربي: «الحضيض»): أنا لا أريد شيئًا! لطالما أسرتني هذه العبارة، أدهشتني، وأغرقتني في بحر من التأمل. أحببتها منذ شبابي وما زلت أسيرًا لسحرها حتى الآن. في تلك اللحظة، اتخذت قراري النهائي: لن أتخلص من أي كتاب آخر. سأترك مكتبتي كما هي، ولن أبالي بما سيحدث لها، أو لأولادي، أو لأموالي بعد رحيلي. فأنا أيضًا... لم أعد أريد أن أريد شيئًا.