الخلافة الباطنة
تأليف
وليد زياد
(تأليف)
ثائر ديب
(مراجعة)
خولة سلمان
(ترجمة)
أبطال هذا الكتاب، أو من يُدعَون بـ "المجددين" هم شبكة واسعة ومعقدة من العلماء الصوفيين، عاشوا حوالى القرنين الثَّامن عشر والتاسع عشر، على جانبي نهري السند وجيحون (آمو داريا)، وخضعوا لتعليم وتدريب صارمين، في الشعر والأخلاق والمنطق والطب والفقه، ضمن مؤسسات رائدة ذات مستوى تعليم هو الأعلى، في مدن مثل بخارى وكابول وبيشاور ودلهي. لكن ذلك لم يكن سوى "الظاهر" الذي ارتقوا منه إلى علوم عليا "باطنة"، وتعلموا تنشيط مراكز الطاقة الميتافيزيقيَّة الموزعة على الجسد المادي. وخاضوا رحلة روحيَّة داخليَّة، أهّلتهم بما انطوت عليه من المعرفة والحكمة لأن يقودوا الآخرين في تطورهم الروحي كما في الشؤون الدنيويَّة. وبذلك كانوا نوعاً لافتاً من القيادة الشعبية تجاوزت البنى السياسيَّة التي عاصرتها، وأقامت نوعاً من "الخلافة الباطنة" لعله يعلو على "الخلافة الظاهرة".
يتحرى هذا الكتاب التأثير المتبادل بين العالميَّة والمحليَّة ويردُّ على الجدل المستمر حول طبيعة الإسلام قبل التدخلات الاستعماريَّة والتحولات الحديثة، وقبل أن يفرض المستعمرون والمستشرقون تعريفاتهم الخاصة.