وبها اكتفيت
تأليف
ياسمين فريد
(تأليف)
كانت هشة من الداخل، هشة إلى الحد الذي ظنت به أنها ستقع بغرام أول من يُخبرها بحبه، لكن قلبها أراد أن يسلك الطريق الصعب دون أن يمنحها حق الاختيار، فأدركت مع الوقت أنه لا قيمة للحب دون عذابه، وكلما كان الحب مؤلمًا كلما استمر أكثر، داهمها حُبًا لا يشبهها، حب لا يعرف الرحمة، ظلت تقاومه مرات ومرات قبل أن تنهار، هذا الحُب الذي يُشبه نغمة فريدة يُطلقها عازف لا يكترث، النغمة هي تلك الحالة التي نحياها، والعازف هو القدر، يعزف متى يشاء فتبدأ القصص، يتوقف عن العزف، فتنتهي القصص.
المسرح كبير، المقاعد مُمتلئة، يُرفع الستار، يدخل العازف، يبدأ البيانو بهدوءٍ، تجمعنا الصُدف وتلتقي الأرواح، نسمعه بشرودٍ، تقترب الأيادي، نهمس ونعترف، يتوقف البانيو، يبدأ الجيتار بحماسةٍ، تعلو النغمات، نتجرأ ونتصارح، تتشابك الأيادي بقوة، نصير نفس الكيان، نرقص ونغني ونطير، يتوقف الجيتار فجأة، يبدأ الناي بشجنه، تقترب يد وتبتعد الأخرى، تنفلت الأيادي، نصير كالأغراب، ننهار ونشتاق، يتوقف الناي، يُصفق العازف لنفسه ثُم يرحل نحو مسرح آخر ومقطوعات أخرى، يُسدل الستار، تنتهي العلاقات ولم تكتمل.