أغنية الأسماك الطائرة : سر الأب براون (٣٦)
تأليف
جِلبرت كيث تشسترتون
(تأليف)
أحمد سمير درويش
(ترجمة)
السيد «بيريجرين سمارت» كان رجلًا استثنائيًا بأسلوبه الغريب في الحياة؛ إذ كان يعشق التباهي بمجموعته الثمينة من الأسماك المصنوعة من الذهب الخالص، لكنه في الوقت ذاته لم يكن يُبالي بقفل أبواب منزله، على الرغم من تحذيرات خُدَّامه المتكررة. وذات ليلة، عندما قرر السفر إلى لندن برفقة أحد جيرانه، اتخذ إجراءً احترازيًا نادرًا، إذ طلب من اثنين من خدمه النوم في غرفته لحراسة مقتنياته النفيسة، المحفوظة في غرفة داخلية مجاورة لغرفة نومه.
لكن في الساعات الأولى من الصباح، لاحظ أحد الخادمين رجلًا غامضًا يقف أمام المنزل، فسارع إلى الطابق السفلي لإحكام إغلاق الأبواب. وفي تلك اللحظة، اندفع الخادم الآخر نحو الشُّرفة ليُشاهد مشهدًا أغرب؛ رجلًا حافي القدمين، مُتشحًا بعباءة رثَّة، يعزف على كمان شرقي ويُنشِد أغنية غامضة وكأنه يستدعي الأسماك الذهبية من داخل المنزل!
وفجأة، دوَّى صوت تحطُّم زجاج في غرفة التحف. وعندما وصل الخدم إلى المكان، كانت المفاجأة الكبرى: الأسماك الذهبية اختفت تمامًا، دون أن يظهر أي أثر لكسر الأبواب أو النوافذ الأخرى. كاد الجميع يُصدقون الفكرة الغريبة بأن الأغنية السحرية جعلت الأسماك «تطير» في الهواء!
لكن حين وصل «الأب براون»، بدأ على الفور في تحليل الموقف بعقله الحاد. لم يقتنع بالخرافات أو التفسيرات الماورائية، بل تتبع تفاصيل الحادثة بتركيز شديد. وبينما بدا للشرطة أن اللص المجهول استخدم وسيلة غير طبيعية للاستيلاء على الأسماك، كشف «الأب براون» عن حل بسيط لكنه عبقري، يُبيّن كيف استُغلَّت الخرافة لإخفاء خدعة متقنة.
فمن هو اللص الحقيقي؟ وكيف استطاع تنفيذ هذه الخدعة التي حيّرت الجميع؟ وهل كانت الأغنية والكمان مجرد تمويه ذكي؟ ستجد الإجابة في هذه القصة المشوّقة التي تُثبت مجددًا أن الأمور ليست كما تبدو دائماً.