إنه مأزق جمالي جديد تضعنا فيه الروائية المبهرة لينا هويان الحسن في ابتكارها الادبي الجديد (نجمك العاشق)، مأزق لن تخرج منه إلا باقتناء الكتاب الذي سيقدم لك متكأ موسوعيا استثنائيًا حول علم الفلك الذي فقد هالته بسبب كثرة الكذب والتسلق والزيف والاجتهادات الشخصية العارية من المصداقية.
يطرح (نجمك العاشق) الأسئلة بذكاء ورشاقة ويجيب عنها بأمثلة إنسانية حقيقية قرانا عنها أو صادفناها في كتب التراث الموثقة أو أعجبنا بها في سياق المعاش اليومي من قادة وسادة وممثلات وكتاب وفنانين ومخرجين وممثلينو فلاسفة وما سواهم، و بأسلوب شيق يستقي حقائقه من تاريخنا المدني المعاصر، جهد تأريخي و بحثي كبير، مرفق بتفسير قائم على تحليل الأسطورة، وأسطرة المفاهيم الدارجة، وضبط الفوارق بين الحقيقي والمتوهم، وبين الواقعي والمتخيل، وربط المتداول ب تاريخ البدايات وتفسير دلالاتها، إنه كتاب موسوعي صمم لمرجعيتك الثقافية الحيادية المتعلقة بكل الأساطير الإنسانية.. لفهم نفسك ولفهم شريك حياتك، ولفهم من حولك.
لفهم الآخر المختلف عنك والتمكن من محبته وفهم عيوبه وقبول أخطائه وتحلبل سلوكه وصفاته وطبيعة كينونته.
لكن الغريب في النمذجة الادبية الجديدة... هي الحكائية المتسلسلة المتناغمة الشيقة، نحن كقراء لا نقرأ فحسب عن سمات وملامح وصفات برج فلكي إننا نصغي لحكاية مصاغة بذكاء عن كل برج ، أسطورته الإنسانية، الآلهة الشرقية أو البابلية أو الفرعونية أو الإغريقية المرتبطة به،تاريخه، جوهره و سلوكه في الحالات الوجدانية و وجهه الخفي الآخر المستتر تحت جبل الجليد، عناوينه المثيرة التي تحدد إطار تجليه في مواقف الحياة الجدلية المستهجنة أو الغامضة، ومن ثمة أمثلة حية واضحة نعرفها تقدم لنا البرهان بسلوكها الإنساني الموثق عن دلالة كل برج وماهيته وسببية مواقفه من الحياة والآخر.
أظنه الكتاب الأول الذي يقدم بلغة أدبية خلابة نسقاً معرفياً جديداً متعالقاً، لا يمكننا فصل التاريخ فيه عن، الحكائية الخبرية وعن قصص المشاهير، وعن التفسير الملحمي للأسطرة الإنسانية، كل مقالة مكتوبة بعناية و دقة و جمالية مثيرة تشد القارىء من دلالة العنوان، للرسالة الفكرية الخفية، للمعلومة المغيبة لتصحيح البنية المعرفية المغلوطة المتداولة وأظنه سينتهي ليكون دليلًا نفسيًا وسلوكيًا ومعرفيًا، كل منا في معرفته لذاته ولمعرفته لمن يقع في دائرة وجدانه أو عدائيته
لن تستطيع إلا اقتناء الكتاب... إن قرأت صفحته الأولى ، حكايته الساحرة التي ارادتها الكاتبة استهلالا مراوغا لمحتوى ثمين يختلف عن كل ما قرأتموه .