أفعى العرش
تأليف
سعاد مصطفى
(تأليف)
أيها المتحدثُ باسم شعبِ الكما، لقد حملتَ رسالةً تفيض حنكةً وحرصًا على سلامة مجتمعك، ونقلتَها بلغةٍ تليق بمخاطبة الملوك!
فحقٌّ عليكم أن يُسمع صوتُكم، فإن في أوامر الأمراء السابقين – رغم ما قُصد بها من نظام وحفظ – قد وقع التعارض والتضييق، فَضاقت الدروبُ بما رحُبت، وجفّت ينابيعُ الوصل، وتعذّر السُّكنى في ظلال الحلال.
الأمر الأوّل بمنع زواج أبناء العمومة، وإن كان يُبتغى به صون النسل وتجنّب الضرر، إلا أنّه لم يُقرَن بتدبيرٍ بديل يوسّع دائرة الاختيار.
والأمر الثاني بجعل يومٍ واحدٍ في العام للزواج، قد أتى عجيبًا في تزمته، فإن القلوب لا تنتظر الشهور لتلتقي، ولا الأرواح تقبل أن توثق بموعدٍ فُرِض عليها.
ثم كيف وقد جُعل هذا اليومُ بعينه هو يوم الصيد المبجَّل؟ فغاب فيه الذكور، ولبثت الصبايا في الحنين والعَجَز! أهذا من الحِكمة في شيء؟! أم أن الأمر فاته التوفيق وغلبت عليه الطقوس دون حسابٍ لشرائع الحياة؟
لذلك، وباسم العقل والرحمة، نرى من الرأي السديد أن تُعرض هذه الأحكام على مجلس الحكماء والمشرّعين، فيُنظر فيها بعين المصلحة والعدالة، فيُعاد النظر في منع القرابة مع الإبقاء على الفحص والاختيار، ويُبسط الزواج على مدار العام بما لا يُخلّ بالنظام، ولا يصدّ الناس عن العفاف، ولا يُحبِط رجاءهم في السُّكنى والمودّة.
فامضِ يا رسول الكما، وأبلِغهم أن الملك يسمع، وإذا سمعَ عدل.