مقدمة لقصيدة النثر
نبذة عن الكتاب
إن قصيدة النثر في «لا نهايةَ للعالم» موجزة، فائضةً، وأحياناً مرتعدة، داكنةً. استحضر كثيرون طفولة سيميك في بلغراد أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت نزوة غريبة أن تبثّ ذكرى جهمة لدخان وضباب ليس أقلّ جهامةً بل أشدّ تردّداً. تبدأ إحدى قصائد النثر غير المعنونة: «سرقَني الغجرُ. واستردّني والداي. ثم سرقَني الغجرُ ثانيةً. ودام هذا زمناً» تعاقبُ الجُمل، لا الأبيات، يتحرّك بوتيرةٍ أسرعَ من الشعر. وتأتي صيغة الجملة الأخيرة لتُبطئ الحدث. كان تأثيرها هو أن جعلت الاستثنائيّ يبدو رتيباً نوعاً، ولديها كلّ ما يُنجَز في إيقاعات النثر السرديّ. وبقصيدة أخرى، تقدّم الجُملة الافتتاحية استعارةً، تفصّلها باقي المقطوعة بجهد يعزّز الكشف: «كنّا فقراءَ فكنتُ أتّخذُ محلّ طُعمِ السُمّ بمصيدةِ الفئرانِ» يحدث هذا، بينما يمعن الجزء الافتتاحيّ من الجُملة في الشعر الصافي بشكل دقيق. مع أنه يدين بقوّته للتوتّر ما بين رتابة التوليد والانحراف المروّع في الحُبكة. عثر سيميك، بوضع نمطه النثريّ المفهوم في خدمة المِخياليّ والسورياليّ، على طريقة يأسر بها غرابة تجربته أيام الصّبا في يوغوسلافيا التي مزّقتها الحروب. واستدعى استخدامه للجُمل البسيطة التصريحية، والسريعة المتقطعة أحياناً، النمط النثريّ لزميله خرّيج مدرسته الثانوية، إرنست هيمنجواي، وهو نفسه رائد لقصيدة النثر.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 464 صفحة
- [ردمك 13] 9789923400197
- دار خطوط وظلال
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
13 مشاركة