أسمى الرسالات : الجزء الأول
تأليف
عبدالحميد الخطيب
(تأليف)
درج السالفون في كتب السيرة على سرد الوقائع والغزوات، وما يتعلق بالرسول ﷺ منذ ولادته إلى انتقاله للرفيق الأعلى، سردًا مجردًا لا يُشبع الباحث المدقق الآن. ولكن الواقع أن سيرته - عليه السلام - كرسول من رب العالمين، اختصه الله من بين الرسل بالبعثة العامة إلى الخلق كافة، برسالة مثالية عامة شاملة وافية باقية ما بقي الدهر - إنما يظهر جلالها وتبدو روعتها إذا عُرضت بأسلوب حديث، بقلم رصين وأسلوب جذل وبحث عميق، تعلل فيه الحوادث بعللها، ويربط فيه بين النتائج ومقدماتها، وتبين فيه المبادئ العالية التي جاء بها، والحِكم التي قصد إليها. ويقارن فيه الباحث، وقد امتلأ صدره بالإيمان، وأحاط خيرًا بالكتاب والسنة، وعلم من دقائقهما ما لابد منه في بحثه الخيّر - بين الشريعة التي جاء بها رسول الله عن ربه والمعالم التي أقامها، بما وهبه الله من فطرة هي أسمى ما فطر عليه إنسان وبما أوحى الله به إليه، وقد أوحى إليه القرآن ومثله معه - وبين تلك الشرائع الوضعية والآراء الدخيلة الغربية، مقارنة نزيهة سليمة من الالتواء والشوائب؛ كي يكشف الغطاء عن عظمة الإسلام وصاحب الرسالة، وعما في غير الإسلام من ضعف وتخاذل وبُعد عن المثل العليا الفاضلة.